شبكة أخبار كيكان -مُقدمة: حزورة أمين عُمر
كتب الصديق الكاتب أمين عُمر على صفحته الفيسبوكية موضوعاً تحت عنوان (حزورة اليوم) جاء فيه:
(كاتب كردي ينشر في موقع ولاتي مه... ولكن ليس أنا.
شعره أبيض وليس شادي حاجي.
كثير الكتابة ومرافق للحدث وليس حسين جلبي.
لم يبق قيادي او رضيع كردي ولم يسلم من قلمه...وليس الفرزدق.
أثناء زيارة مسلم للحج عند المالكي صام قلمه يومين ولم يكتب حرفاً عن شعائر تلك الزيارة.
أحزر ولك لايك على مدى أسبوع.)
و قد علق أحدهم على موضوعه عدة مرات، أنتقي من تعليقاته الجُمل التالية، و أعتذر عن إيراد الجمل، و رغم فظاعتها، دون تعديل و ذلك للضرورة:
(ـ شو ناقصك يا بني غير الحكي الفاضي تعال ع قامشلو وفرجونا عرض عضلاتكم مشان الجماعة تخليك تمشي بالمقلوب وتنسى أمك التي ولدتك.
ـ كل العتب ع الطبالين وكلاب مزابل اوربا والمهجر وبعدين ع مين المرجلة يا طراطير و غسالي الصحون.
ـ لست كلبا على مزبلة احد مثل غيري.
ـ الان الا تعتقدون بانكم تنبحون ..
ـ بس تعالوا ع قامشلو مشان الجماعة يدعس عليكم متل الصراصير شو رجال من بعيد كخخخخخخخخخ.
ـ لأنك عجي ومثل ثقافتك ليش تريدنا اكون احسن من متسولوا اروبا.
على كل من علق و اعجب ان يلغي صداقته معي فانا لا اصادق الانذال.).
أعتذر ثانيةً على ما نقلتهُ من كلامٍ غير سوي، و أشير فقط إلى أنني كنت سأتجاهله، كما شأني حتى الآن في تجاهل صاحبه، لولا أن الأخير يتنطح بشكلٍ شبه يومي في إرسال بعضٌ من مثل كلامه هذا تحت عنوان (مقال رأي)، بعد أن يجهد نفسهُ في محاولات بائسة لتجميل نفسه و كلامه، و هنا أُقسم أنني لم أقم يوماً بالنقر على كلمة (التفاصيل) التي تظهر بعد الأسطر الأولى (لمقالاته)على مواقع النت لمتابعة قراءة ما تجود به قريحته، حتى عندما كتب هذا الشخص عني أيضاً.
شتائم، تهديد و وعيد
و قد لفت نظري في منشور الصديق العزيز أمين عُمر، كما سيلفت نظركم و يصدمكم أيضاً، المستوى المُتدني من الشتائم التي تلقاها من الشخص المُشار إليه و التهديدات العلنية الصريحة التي لا تحتاج إلى تأويل، و أخيراً التعيير بالعمل في مهن يتكبر عليها ذلك الشخص و يراها غير لائقة بكرامة البشر، و كأن من يعمل فيها عديم الكرامة، مع الإشارة إلى أن شتائمه لم ترِد دفعةً واحدة بل على دفعات و خلال فترات زمنية متباعدة وصلت إلى ساعات، حتى لا يقول البعض بأنها كانت سورة غضب و بنت لحظتها، فقد واظب المشار إليها على متابعة النقاش، و رغم أنه لم يكن يجد إساءة من باقي المُشاركين و من الأخ عُمر، إلا أنهُ كان يواظب على إفراغ ما في جعبته.
لستُ هنا في وارد تقييم الأخ أمين عُمر لأن شهادتي فيه مجروحة، لكنني أجد نفسي مُرغماً على تذكير من لا يعرف هذه الشخصية الوطنية الكُردية المُضحية بتواضعه الشديد و أدبه الجم و أخلاقه الرفيعة التي تجد ترجمةً لها في كتاباته و أشعاره و آراءه، لكنني لا أستطيع هنا إلا أن أضيف فضيلةً أُخرى لسجله الناصع البياض ألا و هو نجاحهُ من خلال بضع كلمات، و دون أن يصفع أحداً أو يهدده بالجماعة التي (تدعس على الناس كالصراصير، و تخلي الناس تمشي بالمقلوب و تنسى أمهاتها التي ولدتها)، في إسقاط القناع عن وجه شخص جاهد كثيراً لصنع قناعه و توهم كثيراً أنه نجح في ذلك، من ذلك حسب بعض متابعيه عندما كان يُعمم الهجوم على الجميع للتغطية على الفاعل في الجرائم الواضحة التي يرتكبها من يقف هو إلى جانبهم. و بالمناسبة فقد حاولت مراراً إنتقاء شيئاً مما يوجهه الشبيحة لي على بريدي لطرحهُ على الأصدقاء للتعليق عليه، لكنني و إحتراماً لمشاعر الآخرين كنت أتراجع، و ذلك نظراً لدناءة التعابير و قسوتها، و نظراً لذكر أساليبَ في التعذيب و القتل تنتظرني فور عودتي إلى القامشلي لم نقرأ أو نسمع عنها بعد، مع الإشارة أيضاً إلى أن بعض ما نالني حتى الآن يشبه ذلك الذي نال الزميل أمين عُمر على صفحته علانيةً، و لعل الفرق هنا هو أن بعض الجُبناء يلجأ لصنع أسم مستعار لتوجيه شتيمة أو تهديد ما و يُسارع إلى إلغاء الأسم لتلافي تلقي الرد.
غسل الصحون في أوربا
أتصور أن المقصود بغسل الصحون في أوربا، المذكور أعلاه، هو إشارة إلى الأعمال المرتبطة بالعمل في قطاع المطاعم، و أنا من الذين تشرفتُ كغيري بالعمل في هذا القطاع في مرحلةٍ ما، و ممن كسب خبزه بعرق جبينهُ فيه.
و هنا أذكِّر بأنني تخرجت من كلية الحقوق، جامعة دمشق، و عملت في المحاماة حوالي خمسة سنوات منها إثنتان في التدريب، و عندما غادرت الوطن لظروفٍ، ليس الآن مجال ذكرها، وضعت نصب عيني العمل حسب متطلبات المجتمع الجديد الذي إنضممتُ إليه، و في أوربا عموماً هناك قانون يسري على الجميع بالتساوي دون نظرٍ إلى أصل و فصل الشخص أو شكله و لونه، و يجب على الإنسان أن يحترم القوانين جميعها و منها قانون العمل. حاولت في البداية تعديل شهاداتي الدراسية لكن قانون الإعتراف بالشهادات لم يكن يشمل المجال الذي درست فيه، عملتُ في البداية لبعض الوقت في الزراعة، أعترف أنني بكيت بسبب قسوة ظروف العمل في الشتاء لدرجة إختلطت فيها دموعي بالإمطار و تجمدت معها من الصقيع، و أنا الذي لم أكن قد عملتُ سابقاً سوى في المحاماة و قبلها في التعليم أثناء الدراسة الجامعية، ثم عملتُ في الحقل الذي يُعيرنا به الآغا و كنتُ أحظى بإحترام و تقدير صاحب العمل و زملائي في العمل و مواطني الألمان و دائرة العمل و الدولة الألمانية و قبلهم جميعاً بإحترام نفسي لنفسي، لأنني كنت أحترم قوانين الدولة و أكسب رغيفي من عرق جبيني، و لا أنظر إلى الخلف لأقول أنني كنت كذا أو كذا، و أعترف هنا أيضاً أنني كنتُ أحياناً مريضاً جداً لكنني لم أتخلف عن العمل رغم ذلك مخالفاً بذلك القانون الذي يستوجب البقاء في الفراش أثناء المرض. إلى جانب ذلك خضعت لعدة دورات دراسية و حصلت على عدة شهادات، كما أنني أنهيت بنجاح سنة دراسية من فصلين في جامعة (أولدنبورغ) كانت مخصصة للحاصلين على شهادات عليا في موطنهم، أخيراً تمكنت من إجتياز الإمتحانات الخاصة بالترجمة و أصبحت ترجماناً محلفاً في اللغات الكُردية، العربية و الألمانية، و كذلك أعمل كخبير ثقافي لدى عدة منظمات ألمانية تهتم بشؤون المهاجرين، و أنا عضو مُنتخب في المجلس الإستشاري للإندماج في مدينتي، و كذلك في مجلس ولاية (ساكسونيا السفلى)، و هي واحدة من بين أكبر الولايات الألمانية الستة عشرة.
هذه هي واحدة من قصص غسل الصحون و التسول و مثلها قصصٌ كثيرة لآخرين، لم تمنعنا من القيام بواجبنا تجاه أهلنا.
كُتاب و مثقفون و قُراء
يُقال بأن مجموعة من كُتاب التعليقات الرديئة، و من مانحي اللايكات المجانية، و ممن تنحصر كل إمكانياتهم الثقافية في التقييم السلبي لمقالٍ هنا و آخر هناك قد إنضمت مؤخراً إلى جهة حزبية ما بإسم (مجموعة من الكتاب المُثقفين) و ذلك لدعمها (ثقافيا) في تلك المجالات التي تتخصص بها و تدعي بأنها تفهم فيها، و هذا ما يُفسر رُبما كثرة التعليقات السلبية على مقالات بعض الكُتاب، و التصويت السلبي عليها بإعطائها أدنى الدرجات و أسوأ العلامات، و هو ما يقوم به هؤلاء على ما يبدو بمجرد رؤيتهم لصورة الكاتب، دون أن يحاولوا الإستفادة مما يكتبه، كونهم يُعانون من الأمية، و (يا دوب يفكون) أسم الكاتب و يتعرفون على صورته.
و قد كتب لي أحد الأصدقاء مرةً بأنه كان يُلاحظ أنه في الثانية الأولى لنزول مقالي، أي مقال، في أحد المواقع، فإن المقال كان يتلقى فوراً التقييم الأدنى، حتى شك مرةً بأن المقال ينزل مُرفقاً بذلك التقييم السلبي، و ذلك ناجمٌ حسب الصديق من أن هؤلاء المرضى يعانون من الإنتظار (على نار الشوق) لما أكتبه، و ذلك ليبرهنوا لأسيادهم على ولائهم، آملين من أن ذلك قد يرفع من مقامهم، و يدفعنا إلى اليأس، عندما نظن بأن كتاباتنا لا تقابل سوى بردود أفعال سلبية قبل القُراء، و بالرفض من قبلهم.
و هنا يُمكن القول بأنه لا الثقافة خسرت شيئاً برحيل هؤلاء المتطفلين عليها عنها، و لا تلك الجهة الحزبوية قد أضافت شيئاً إلى رصيدها المُفلس أصلاً بإنضمام هؤلاء إليها، كما أن الكُتاب لم يضرهم في شئ ما (يُخربشهُ) هؤلاء المُخربشون.
و يا جبل ما يهزك ريح.
حسين جلبي
jelebi@hotmail.de
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك معنا برأيك