شبكة أخبار كيكان -باريس..
انتقد رئيس هيئة التنسيق الوطني في المهجر هيثم مناع، في افتتاح مؤتمر المعارضة السورية في جنيف أمس، تخبط سياسة فرنسا حيال الأزمة السورية، مؤكدا أن زيادة العنف لن تعطي حلا، فيما شدد الشاعر السوري علي أحمد سعيد إسبر، المعروف بأدونيس، على رفضه تحول سوريا، بحجة تغيير النظام، إلى ساحة لمباريات القوى الأجنبية الاستعمارية في تدخلها باسم الدفاع عن الديموقراطية وحقوق الإنسان، وأن تتحول إلى ميدان للجهاد الديني تشارك فيه جميع المعسكرات الأصولية الإسلامية في العالم.
وكانت المعارضة السورية قد افتتحت في جنيف أعمال "المؤتمر الدولي السوري من أجل سوريا ديموقراطية ودولة مدنية"، الذي ينظمه "المعهد الاسكندنافي لحقوق الإنسان" و"اللجنة العربية لحقوق الإنسان" و"ملتقى حوران للمواطنة"، بحضور نحو 200 شخصية سورية وعربية وأجنبية، من 36 دولة عربية وأجنبية.
وانتقد مناع، في افتتاح المؤتمر الذي يختتم اليوم، السياسة الفرنسية، ورضوخ السلطات السويسرية للضغوط عبر رفضها منح العديد من المعارضين السوريين تأشيرات دخول لحضور المؤتمر، مشيرا إلى عدم تمكن 67 شخصية من سوريا من الحصول على التأشيرة، ومنهم ناشطون في الإغاثة الإنسانية والطبية، و22 أميناً عاماً لحزب سياسي سوري، وشخصيات من أهم المعارضين في الداخل.
وقال إن "فرنسا تعيش تخبطا في سياستها تجاه سوريا، وان الموقف الفرنسي ناتج من أن المؤتمر لا يشجع الخط الذي تتبناه فرنسا تجاه الأزمة في سوريا". وأضاف "يهدف هذا المؤتمر إلى وقف العنف باعتباره العتلة القاتلة للمشروع الديموقراطي، ومن أجل الوصول الى دولة مدنية باعتبارها الضمان الوحيد لوحدة البلاد وتماسكها والوشائج الإنسانية بين العباد، ومن أجل حقوق وحريات تسجل انتماء الأمم للأزمنة الحديثة"، مشددا على أن زيادة العنف لن تعطي حلاً ولا بد من حل سياسي.
وانتقد المنسق العام لهيئة التنسيق الوطني حسن عبد العظيم، في مداخلة عبر سكايب، منع الحكومة السويسرية له من حضور المؤتمر، واصفا ذلك بأنه يعبر عن عقلية استعمارية من قبل هذه الدول. ودعا إلى "توحيد صفوف المعارضة السورية ورؤيتها وعملها في سعيها لإسقاط النظام"، معتبرا أن "ذلك سيخفف كثيرا من مخاطر التدخل الخارجي في الأزمة السورية".
وركز الشاعر السوري أدونيس في مداخلته على "ضرورة بناء الفكر الديموقراطي الخلاق والأخلاقي القائم على الاحترام الحقيقي، وليس المصطنع للآخر من أجل تحقيق التغيير الثوري إذا أردنا فعلا الانتقال إلى مستقبل أفضل، والقطيعة مع الماضي بسلبياته، وإلا لن نقوم إلا بتغيير استبداد بآخر".
وقال أدونيس إن "الأزمة السورية تحولت إلى صراع إقليمي ودولي يتخطى إسقاط النظام إلى تهديم سوريا وتحويلها إلى ميدان للجهاد الديني، تشارك فيه جميع المعسكرات الأصولية في العالم". وأضاف ان "المسألة العميقة في سوريا لا تنحصر في مجرد تغيير النظام أو السلطة، فالديكتاتورية ليست مجرد بنية سياسية، إنها أساسا بنية ثقافية اجتماعية، وفي الرأس قبل أن تكون في الكرسي، ولا بد في الثورة، إن كانت حقيقية، أن يقترن مشروع تغيير السلطة أو النظام السياسي اقترانا عضويا بمشروع آخر هو تغيير المجتمع سياسيا وإداريا وثقافيا واجتماعيا".
وتابع ادونيس ان "العمل من أجل سوريا ديموقراطية ومن أجل دولة مدنية فيها يبدأ بأن نرفض قطعيا تحول سوريا، بحجة تغيير النظام، إلى ساحة لمباريات القوى الأجنبية الاستعمارية في تدخلها باسم الدفاع عن الديموقراطية وحقوق الإنسان، وأن نرفض تحويلها، باسم هذا التغيير أيضا، إلى ميدان للجهاد الديني تشارك فيه جميع المعسكرات الأصولية الإسلامية في العالم".
وتساءل ادونيس عن "جدوى ثورة في سوريا أو في غيرها من البلدان العربية لا تؤسس لولادة الفرد الحر المستقل ومصيره، وثورة يحكمها تأويل خاص وسياسي للنص الديني، في معزل كامل عن الواقع والطبيعة والحياة والثقافة والإنسان نفسه".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك معنا برأيك