05‏/09‏/2012

هل يبدأ الربيع الكردي في المدرسة؟

شبكة أخبار كيكان -بقلم كارلوس زوروتوزا/

أريد أن أتعلم الكتابة بلغتي". هكذا تقول منال، الشابة الكردية السورية التي لم يسبق لها ولثلاثين من زميلاتها أن كن على مقربة من تحقيق غايتهن مثل الآن.

هذا لا يعني أن منال تعاني من خلفية أكاديمية ضعيفة: فهذه الكردية السورية البالغة من العمر 21 سنة تأمل في إنهاء دراستها وتخصصها في الاقتصاد في هذا الموسم الدراسي الذي بدأ لتوه.

منال تكاد تتقن اللغة الإنجليزية، لكن حزب البعث الحاكم حظر لغتها الأصلية طوال ما يقرب من 50 عاما.

إلتحقت منال خلال العطلة الصيفية بمركز تعليم اللغات في ديريك، علي بعد 700 كيلومترا شمال شرق دمشق. فهذا المركز هو واحد من مدرستين في هذه المدينة أدرجتا مؤخرا اللغة الكردية في التعليم، بمعدل ثلاث دورات اسبوعيا لمدة ساعة كل منها.

وتقول منال أنه بما أنها تتحدث الانجليزية فقد تعلمت الأبجدية اللاتينية وأن اللغة الكردية مطابقة لها تقريبا.

فمع وصول حزب البعث إلى السلطة في عام 1963، تعرض الأكراد في سوريا - وهم الذين يقدر عددهم بما بين إثنين وأربعة ملايين- لسياسة تعريب منهجية، مما أدي إلي هيمنة اللغة العربية وحروفها علي حساب اللغة الكردية.

في هذه المدرسة، سيخوض حوالي 600 شابا قريبا إختبارا للنحو للحصول علي شهادة معرفتهم القراءة والكتابة باللغة الكردية.

هذه اللغة هي من أصل الهندو-أوروبية مع إثنين من المتغيرات الرئيسية: الكورمانجية التي يتحدث بها الأكراد في تركيا وسوريا والمكتوبة بالحروف اللاتينية، والسورانية التي يتعامل بها أكراد العراق وإيران والتي تعتمد علي الأبجدية العربية، ولكل منهما معاييره الخاصة به.

ومع ذلك، لا توجد لغة أو أبجدية مشتركة لأفراد هذا الشعب البالغ عدد أفراده 40 مليون شخصا.

أما فاطمة، فهي تشارك فاطمة طاولتها المدرسية مع منال، وذلك عندما تسمح لها نوبة عملها كممرضة بحضور الفصول الدراسية.

فتقول: هذا أمر مهم بالنسبة لنا، ولكن خاصة بالنسبة للأجيال المقبلة. ثم تتذكر أنها عوقبت بعدم المواظبة علي الفصل الدراسي لمدة أسبوع كامل لأنها تحدثت باللغة الكردية.. "كنا نتحدث في خفية، بل وحتي مع بعض من المعلمين".

والآن تسعي فاطمة جاهدة للكتابة بلغتها بشكل صحيح، بفضل نسخ قواعد النحو الموزعة وخاصة بفضل المعلمين المتطوعين المتحمسين.

فيقول أحد المعلمين "عندما سمعت أنهم في حاجة لمعلمين، لم أتردد لحظة واحدة". ثم يشرح أنه تعلم الكتابة من خلال شبكة الإنترنت والكتب المخبأة في المنزل. "اليوم أريد أن أجعل الامور أسهل بالنسبة للآخرين والقيام بشيء ما لشعبي".

وتجدر الإشارة إلي أنه تم رسم الحدود الاستعمارية سرا بين بريطانيا وفرنسا في عام 1916 بما قضي بتقسيم العائلات الكردية على جانبي خط الحدود التركية السورية.

ثم جاءت معاهدة سيفر اللاحقة (1920) لتنص علي إنشاء دولة كردية مستقلة، وهو ما لم يتحقق أبدا. ومع ذلك، لا تزال حركة المرور سلسلة عبر هذه الحدود المرسومة علي طاولة الساسة.

هذا ولقد أوقفت سلطات دمشق، علي مدي سنوات طويلة، الشبكات الاجتماعية الرئيسية والمواقع علي إنترنيت، في حصار يشمل أحيانا عدم انتظام التواصل بالهاتف، وذلك منذ بداية الثورة ضد نظام بشار الأسد في أواخر يناير 2011.

ومع ذلك، فيتمتع معظم أكراد سوريا بإمكانية الوصول غير المقيد إلى الإنترنت عن طريق شبكة الهواتف التركية، بفضل قربهم من الحدود. وبهذا، وربما من غير قصد، تساهم أنقرة أن في تماسك الشعب الكردي خلال هذه الثورة الثقافية الجارية.

وفي غضون ذلك، وفي حين تركز حكومة الأسد علي مكافحة الثورة المعارضة في غالبية أنحاء سوريا، فقد تركت المناطق الكردية في شمال شرق البلاد لمصيرها وبدأت في ممارسة الحكم الذاتي في الواقع.

وفي نهاية اليوم الدراسي، يشرح امين محمد سعدون، مدير هذه المدرسة، خلفية هذه المبادرة التي تعتبر مبتكرة في ديريك وإن كان لها عددا من السوابق في شبه جميع المناطق الواقعة تحت السيطرة الكردية، فقد فتح بعضها أبوابه تقريبا منذ بداية الثورة.

والآن تعمل لجنة التربية جاهدة في بداية العام الدراسي الجديد الذي تشمل مقرراته مواضيع عامة مثل الرياضيات أو التاريخ... بالكورمانجية.

فيقول سعدون، وهو الكاتب والشاعر المشهور بالكورمانجية، أنهم يدرّسون اللغة الإنجليزية والتركية منذ سنوات عديدة، ولكن قبل شهرين سنحت الفرصة لإدماج اللغة الكردية والدروس عن تاريخ وثقافة شعبنا.

ويضيف أنه بعد توقيع الإتفاق بين أهم الأحزاب السياسية الكردية في سوريا في يوليو في اربيل، عاصمة منطقة الحكم الذاتي الكردية في العراق، تولي حزب الاتحاد الديمقراطي -الذي يعتبر القوة السياسية الأكبر-الإشراف علي إدارة التعليم في المنطقة.

وكان قد تردد أن حزب الاتحاد الديمقراطي تفاوض على معاهدة عدم اعتداء مع حكومة الأسد. لكن رئيسه، صلاح مسلم، نفي تماما لوكالة إنتر بريس سيرفس أن هناك اتفاق من هذا النوع، مشيرا إلى الأم ببساطة هو أن دمشق لا تريد فتح جبهة مع الأقليات في البلاد.(آي بي إس / 2012)
 وكالة إنتر بريس سيرفس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك معنا برأيك

تقرير
مراقبون

الأكثر قراءة - الأكثر مشاركة

شبكة أخبار كيكان - موقع الخبر من موقع الحدث
شارك و انضم الى صفحتنل التفاعلية على الفيس بوك
جريدة كيكان نيوز

شبكة أخبار كيكان. جميع الحقوق محفوظة. - موقع أخباري سياسي كوردي مستقل ناطق باللغة العربية