شبكة أخبار كيكان - 8 حزيران/يونيو (اكانيوز) – ذكرت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الاميركية ان الولايات المتحدة تضع خططا لاحتمال شن عملية عسكرية ضد سوريا، قد تتضمن استهداف الدفاعات الجوية السورية من خلال محاولة تعطيلها الكترونيا.Syria Armyواوضحت الصحيفة الاميركية ان وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" تقوم باعداد هذه الخطط، لكنها نقلت عن محللين تحذيرهم من أن من شأن تدخل كهذا ضد سوريا، أن يشعل حربا أهلية باهظة الكلفة.
واشارت الصحيفة الى أنه في الوقت الذي تعزز فيه واشنطن حدة خطابها ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، يقوم البنتاغون بإعداد الخطط استعدادا لاحتمال صدور قرار بشن عملية عسكرية في سوريا.
وتابعت الصحيفة انه على الرغم من تفاؤل يبديه مخططون عسكريون بتفوق الولايات المتحدة تكنولوجيا، فضلاً عن قدراتها التكتيكية المتطورة لتدمير أنظمة دفاع السلاح الجوي السوري، إلا أن هناك محللين عسكريين يحذرون من أن تدخل الغرب عسكريا يمكن أن يشعل حربا أهلية في سوريا تفوق حرب العراق في دمارها وأضرارها.
وذكرت الصحيفة بتحذير وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا قبل أيام من أن الوضع في سوريا بات "لا يطاق"في حين أكد أن أي عملية عسكرية يخطط لها "البنتاغون" لن تُنفذ من دون دعم المجتمع الدولي. ونقلت الصحيفة عن الجنرال المتقاعد في سلاح الجو الأميركي دايف دبتولا، وهو مهندس الهجوم الجوي في عملية "عاصفة الصحراء" ضد قوات صدام حسين العام 1991، قوله إن "لدى سوريا دفاعات أرض جو أقوى بكثير من ليبيا".
وقال الخبير العسكري للصحيفة أن منظومات الدفاع الجوي السورية "مصممة لتكون قادرة على الاشتباك مع هدف واحد كل مرة"، موضحاً أن الحلّ يكمن في إطلاق "أسراب" من الأسلحة الجوية الأميركية إذ لن تكون قادرة على التعامل معها كلها مرة واحدة.
واضاف دبتولا أن هذا ليس الحلّ الوحيد، فالخيارات الإلكترونية مطروحة على البحث في خطط "البنتاغون"، مشيرا الى أن تنفيذ أي عملية في الفضاء الالكتروني لا ينفصل عن المجهود العسكري الذي يتم التخطيط له.
كما نقلت الصحيفة عن الباحث في "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" آرام نرغيزيان دعوته الى ضرورة استخلاص الدروس من التجربة العراقية وليس الليبية في تفكيك نظام مثل النظام السوري، حيث عزا الأمر إلى تقاطع خطوط التصدع الطائفية والعشائرية والاجتماعية والاقتصادية بين البلدين.
واشار الى أن نشوب حرب أهلية في سوريا قد يتسم بفوضى أشد وربما تمتد لتمس دول الجوار. واضاف نرغيزيان أن سوريا لا تتمتع بخبرة كافية في مجال الإصلاح التربوي وبناء المؤسسات والتعديلات الهيكلية كما العراق، مشيرا إلى أن سوريا ظلت لأمد طويل أشبه ما تكون بجمهورية موز ما برحت تكابد لعقود من الانقلابات والانقلابات المضادة.
ولم تتمكن الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى حتى الآن من التغلب على اعتراضات روسيا والصين على أي مبادرات دبلوماسية من شأنها أن تفسح المجال لاستخدام القوة في سوريا. وحتى إذا ما تسنى ل"البنتاغون" الحصول على ذلك الدعم العريض، فإن العملية العسكرية لن تكون سهلة أو كتلك التي جرت في ليبيا مثلا.