03‏/12‏/2012

مسؤولون أتراك يرجّحون استخدام الأسد سلاحه الكيميائي

شبكة أخبار كيكان -.هنية يوجه التحية للشعب "الثائر" وطهران تبلغ بغداد رغبة الخامنئي استضافة الرئيس السوري.

نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية في عددها الصادر أمس تأكيدات من مسؤولين أتراك حول معلومات استخباراتية، تفيد أن الرئيس السوري بشار الأسد قد يلجأ الى استخدام الأسلحة الكيميائية في المرحلة المقبلة من الصراع في حال فشل سلاحه الجوي في حسم المعركة ضد الثوار.

كذلك حذر العميد المنشق مناف طلاس في تصريحات نشرتها صحيفة "صاندي تايمز" أمس، من أن الرئيس السوري "قد يلجأ لاستخدام الغاز السام"، في أقوى تصريح يصدر عن طلاس حتى الآن.

وفي العراق يبدو أن مصير رئيس النظام السوري بات محل نقاش بين حلفائه في طهران وبغداد بهدف تأمين ملاذ آمن له. وأفاد مصدر "المستقبل" أن رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني ألمح خلال اجتماعه بالرئيس السوري في دمشق أخيراً، برغبة المرشد الأعلى في الجمهورية الإيرانية علي الخامنئي استضافته في طهران في حال إطاحته.

وفي غزة، حيا رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية أمس، الشعب السوري الثائر الذي وقف الى جانب فلسطين واحتفل بـ"انتصارها".

ميدانياً، قصفت قوات النظام أمس بالطيران الحربي والمدفعية مناطق في ريف دمشق ينتشر فيها مقاتلون معارضون، في حين قالت صحيفة سورية قريبة من النظام أن الاخير "فتح ابواب جهنم" ضد كل من يخطط للهجوم على العاصمة، في إقرار من الحكم باقتراب الجيش السوري الحر من مناطق حساسة وسيطرته على بعض المراكز القريبة من مطار دمشق الاستراتيجي في معركة العاصمة، حيث تدور منذ أيام اشتباكات عنيفة.
وفي عودة إلى الصحيفة البريطانية، أوضحت "الغارديان" ان المعلومات الاستخباراتية التي حصلت عليها أنقرة كانت السبب الرئيسي الذي دفعها الى طلب منظومة صواريخ الباتريوت الدفاعية من حلفائها في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وقال مسؤولون اتراك لم يفصحوا عن اسمائهم للصحيفة البريطانية: "لدينا دلائل ذات صدقية بأنه في حال فشلت عمليات القصف الجوية التي تقوم بها طائرات الأسد في وقف تقدم الثوار، فإن النظام السوري قد يلجأ الى استخدام صواريخ تحمل رؤوسا كيميائية في محاولة اخيرة مستميتة للبقاء على قيد الحياة".

ويعتقد الأتراك أن صواريخ "سكود" التي يملكها النظام السوري منذ حقبة الاتحاد السوفياتي وصواريخ "اس اس 21" الكورية الشمالية الصنع، ستوجه إلى المناطق التي يسيطر عليها الثوار، ولكن هذا لا يعني انها قد لا تتجاوز الحدود وتسقط في الأاراضي التركية كما حصل مع قذائف الهاون في الفترة السابقة.

ونظرا لمدى خطوة هذا النوع من الصواريخ خصوصا اذا كانت مزودة برؤوس كيميائية، فإن تركيا طلبت الباتريوت من "الناتو" لحماية اراضيها، لقدرة الصواريخ الدفاعية على رصد اي صاروخ قادم الى داخل تركيا واعتراضه وتدميره في الجو.

وقال مسؤول تركي رفيع المستوى للصحيفة: "لدينا معلومات استخباراتية من مصادر عدة بأن النظام السوري سيستخدم صواريخ بالستية ورؤوساً كيميائية. فعند بداية الصراع ارسل النظام جنوده لمحاربة الثوار فخسر هؤلاء معاركهم وانشق عدد كبير منهم، فلجأ بعدها الى الدبابات لكن الثوار تمكنوا من التصدي لتلك الآليات عبر صواريخ مضادة للدبابات. والآن يستخدم النظام قدراته الجوية، فإذا فشل في هذا الخيار ايضا فلن يبقى له الا الصواريخ، وعندها قد تسول له نفسه استخدامها مزودة برؤس كيميائية. ولهذا نحن طلبنا مساعدة الناتو".

وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية اوردت نقلا عن مصادر استخبارية غربية ان قوات الاسد تتحرك بشكل غير اعتيادي قرب مخازن الأسلحة الكيميائية بما يؤكد بحسب مسؤول اميركي عزمهم على استخدامها، وقال "انهم يقومون بأشياء تدل على انهم سيستخدمون الاسلحة الكيميائية. انهم لا ينقلون الاسلحة من مكان لآخر، انهم يقومون بنوع مختلف من الأنشطة".

ويملك النظام السوري ترسانة كيميائية تشمل غاز الخردل وغاز الأعصاب سارين وربما ايضا الـ"في اكس". وكانت الحكومات الغربية وفي مقدمها واشنطن حذرت الأسد من ان استخدام الاسلحة الكيميائية سيفرض تدخلا عسكريا دوليا ضده.

وحذّر العميد المنشق مناف طلاس في تصريحات نشرتها صحيفة "صاندي تايمز" أمس، من أن الرئيس السوري "قد يلجأ لاستخدام الغاز السام"، وذلك في أقوى تصريحات تصدر عن طلاس حتى الآن.

وقال طلاس الصديق السابق للرئيس السوري، إن الأسد "قد يلجأ لترسانته من الأسلحة الكيماوية لمنع سقوطه".

وفي أقسى هجوم من نوعه يصدر عن صديق سابق للأسد، وصف مناف طلاس الأسد بأنه "مجرم حرب ومنفصل عن الواقع".
ديبلوماسياً تتجه الأنظار الى زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الى تركيا للقاء نظيره التركي عبدالله غول ورئيس الوزراء رجب طيب اردوغان. وبحسب مصدر تركي فإن "اردوغان سيحاول جهده اقناع بوتين بسحب الغطاء والدعم الروسيين عن الأسد. وسيسأله عن مدى رغبة روسيا في المشاركة بإعادة اعمار سوريا الجديدة".

وبرغم ان الاتراك شاركوا في جلسات حوار مع دول الخليج العربي من جهة ومع مصر وايران من جهة اخرى، إلا ان الإدارة التركية تعلم جيدا ان مفتاح الحل وحسم الصراع يبقى بيد موسكو. ولهذا يحتمل ان يحدث تغيير جوهري في موقف موسكو في حال انتهى لقاء بوتين اردوغان بشكل ايجابي.

وتجدر الإشارة الى ان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد جال في اميركا اللاتينية الاسبوع الماضي وحمل رسالة من بشار الأسد الى رئيس فنزويلا هوغو تشافيز يتوقع مراقبون ان تحمل مضمونا من اثنين اما محاولة مستميتة لإستجداء حليفه كي يقنع الروس والصينيين في الإستمرار بدعمهما له، واما طلبا لترتيب عملية فرار محتملة للأسد وتدبير ملجأ له في مكان ما.

وفي العراق، كشفت مصادر سياسية مطلعة ان رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني ناقش مع مسؤولين عراقيين مستقبل رئيس النظام السوري واستعداد بلاده استضافته في حال الاطاحة به.
وابلغ مصدر مطلع على المباحثات التي اجراها لاريجاني مع المسؤولين العراقيين الاسبوع الماضي صحيفة "المستقبل" ان "لاريجاني تحدث بصراحة لمسؤولين عراقيين عن ان ايران تواصل الوقوف الى جانب بشار الاسد من منطلق التزامها بوصية قائد الثورة الايرانية بشأن الاهتمام بالعلاقات مع سوريا واعطائها الاولية في العلاقات"، مشيرا الى ان "لاريجاني اقر لمحدثيه العراقيين بصعوبة الوضع في سوريا وعدم قدرة الاسد على بسط سيطرته على البلاد مرة اخرى".

واوضح المصدر ان "لاريجاني اكد التزام طهران بمواصلة دعمها لدمشق حتى نهاية المطاف وانها مستعدة لاستضافة الاسد في حال بلغت الامور نقطة اللاعودة وانه (لاريجاني) المح خلال لقائه الرئيس السوري مؤخرا برغبة المرشد الاعلى الايراني علي الخامنئي باستضافته في طهران وتوفير الحماية اللازمة له، الا ان الاسد لم يرد عليه سوى بقوله انه امام خيارين اما الموت او النصر"، مشيرا الى ان "المسؤول الايراني تحدث بنبرة تشير الى ان زيارته الى دمشق كانت زيارة وداعية".

وفي سياق يتعلق بالموقف المهادن لبغداد ازاء نظام الاسد قال مسؤولون أميركيون ان الجهد الأميركي لوقف تدفق الأسلحة الإيرانية إلى سوريا قد تبدد نتيجة إحجام العراق عن تفتيش الطائرات التي تنقل الأسلحة عبر فضائه الجوي.

ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن المسؤولين قولهم ان الجهود الأميركية لإقناع العراق بإجراء تفتيش عشوائي للطائرات التي تمر في فضائه الجوي باتجاه سوريا لم تحرز أي نجاح ما أثار خيبة أمل كبيرة لدى إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما.

وأضافوا انه بحسب تقارير سرية اطلعوا عليها، فحتى بعد التزام العراق في أيلول (سبتمبر) بتفتيش الطائرات، لم يتم تفتيش إلا طائرتين آخرهما في 27 تشرين الأول (أكتوبر)، لكن ما يزيد من انزعاج الولايات المتحدة هو ان مسؤولين عراقيين أبلغوا إيران بموعد إجراء التفتيشات.

وقال مسؤول أميركي طلب كغيره عدم الكشف عن هويته ان "استغلال إيران للفضاء الجوي العراقي ما زال يثير القلق ونحن نحث العراق على الوفاء بالتزاماته الدولية إما من خلال إخضاع الطائرات المتجهة إلى سوريا لتفتيش دقيق على الأرض أو منع مرور طائرات إيرانية متجهة إلى سوريا عبره".

ومن غزة حيا رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة، إسماعيل هنية أمس،الشعب السوري الثائر الذي وقف الى جانب فلسطين واحتفل بـ انتصارها.

وقال هنية خلال لقائه وفداً من شباب الثورة اليمنية يزور غزة، إن حكومته تقف إلى جانب الشعوب الباحثة عن تحقيق الكرامة والحرية، مضيفاً أنه يحيي الشعب السوري الثائر الذي رغم جراحه ودمائه حمل اللافتات في ثورته نصرة وتهنئة لفلسطين في نصرها.

ميدانياً، قصفت القوات النظامية أمس بالطيران الحربي والمدفعية مناطق في ريف دمشق فيها مقاتلون معارضون، في حين قالت صحيفة سورية قريبة من النظام ان الاخير "فتح ابواب جهنم" ضد كل من يخطط للهجوم على العاصمة.

وقتل الاحد 56 شخصا على الاقل بينهم 29 مدنيا و27 معارضا مسلحا حسب المرصد السوري لحقوق الانسان.

واعتبرت المعارك الجارية في دمشق وريفها الاعنف في النزاع المستمر منذ 20 شهرا، وطاولت للمرة الاولى محيط مطار دمشق الدولي منتصف ليل الخميس - الجمعة، بحسب ما افاد ناشطون.

وقالت صحيفة "الوطن" السورية الصادرة أمس، ان "الجيش العربي السوري فتح منذ صباح الخميس أبواب جهنم على مصراعيها أمام كل من سولت له نفسه الاقتراب من دمشق أو التخطيط للهجوم عليها"، في اشارة الى المعارك في محيط دمشق وطريق مطارها الدولي.

واشارت الى ان هذا الهجوم هو "الاول من نوعه باتجاه تمركز الارهابيين" الذين حاولوا "التسلل الى حرم الطريق لقطعه في حين تقدمت مجموعات ارهابية مسلحة باتجاه العاصمة في ما سمي "الزحف على دمشق""، ما دفع الجيش النظامي الى "الدفاع عن عاصمته".

وأوضحت ان "المجموعات المسلحة"، وهي العبارة التي يستخدمها الاعلام الرسمي للاشارة الى المقاتلين المعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد، حاولت صباح الخميس قطع طريق المطار والاقتراب منه، في حين كانت مجموعات اخرى "تستعد للهجوم على دمشق".

وقطعت طريق المطار الخميس مع شن القوات النظامية حملة واسعة على المناطق المحيطة بها، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان.

وقال مصدر امني سوري لفرانس برس الجمعة ان القوات النظامية تمكنت من "اعادة الامن" الى الجانب الغربي من الطريق، وان السيطرة الكاملة على الجزء الشرقي ستستغرق "بضعة ايام"، علما انه "الجزء الصعب" بسبب وجود "الاف الارهابيين".

وتؤكد السلطات السورية ان الطريق باتت "آمنة"، وان العمليات العسكرية لم تؤثر على حركة الملاحة في المطار.

من جهته، اوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع فرانس برس ان القوات النظامية تسعى الى السيطرة على داريا "لقربها من مطار المزة العسكري، وهو الاهم في ريف دمشق"، وتنطلق منه الطائرات الحربية والمروحية لتنفيذ عملياتها.

في محافظة حمص (وسط)، افادت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) ان تفجيرا "ارهابيا" ادى الى "استشهاد 15 مواطنا واصابة 24 آخرين بجروح اصابات بعضهم خطيرة"، من دون ان تحدد سببه.

من جهته، قال المرصد ان الانفجار ناجم عن سيارة مفخخة وادى الى مقتل سبعة اشخاص على الاقل. واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن ان المنطقة التي وقع فيها التفجير تضم سوقا للخضر، وان الحي يسيطر عليه النظام.

وشهدت حمص التي يعدها المقاتلون المعارضون "عاصمة الثورة"، عمليات عسكرية واسعة من القوات النظامية لاستعادة مناطق سيطر عليها المعارضون. وما زالت بعض الاحياء في وسط المدينة ومناطق في ريفها، محاصرة وتتعرض للقصف في شكل مستمر.

صحيفة المستقبل اللبنانية 3-12-2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك معنا برأيك

تقرير
مراقبون

الأكثر قراءة - الأكثر مشاركة

شبكة أخبار كيكان - موقع الخبر من موقع الحدث
شارك و انضم الى صفحتنل التفاعلية على الفيس بوك
جريدة كيكان نيوز

شبكة أخبار كيكان. جميع الحقوق محفوظة. - موقع أخباري سياسي كوردي مستقل ناطق باللغة العربية