شبكة أخبار كيكان -توقع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أن يكون هناك تحرك دولي قوي تجاه الأزمة السورية خلال النصف الأول من هذا العام، إذا استمرت الأزمة في نفس وتيرتها الحالية من العنف والقسوة، على حد تعبيره. وحمَّل زيباري في حوار مطول مع "الوطن" قبيل مغادرته الرياض إثر مشاركته في وفد بلاده بالقمة العربية التنموية، نظام بشار الأسد مسؤولية ما يجري على الأرض من تصاعد عمليات العنف. وقال إن بلاده لا تخشى من رحيل الأسد ولكنها تخشى من البديل.
وفيما سقط 4 قتلى من المتظاهرين في العراق أمس على يد الجيش، أكد زيباري في تعليقه على تصاعد الاحتجاجات ضد سياسات نوري المالكي بأن المطالب التي ساقها المتظاهرون "حقيقية". وقال إن هناك سعيا جادا لتحقيق المطالب. واستبعد عودة البعث لحكم العراق، معتبراً أنه شعار "غير عملي"، وكشف أن 70% من قيادات الجيش العراقي الحالي من النظام السابق.
وأعرب زيباري عن حرص بلاده على عودة العلاقات مع المملكة إلى سابق عهدها، مؤكداً أن هناك 4 ملفات بإمكانها أن تعيد بناء الثقة بين البلدين، ملقياً باللوم على وسائل الإعلام في توتير العلاقة بين الرياض وبغداد، ونأى ببلاده عن أي تصريحات مسيئة إلى المملكة قد ينشرها الإعلام العراقي. وفي ما يلي بعض ما جاء في الحوار:
هناك تباين في وجهات النظر بين السياسيين العراقيين في ما يتعلق بالأزمة السورية، فهناك حالة اصطفاف واضحة من أطراف خلف نظام الأسد، وهناك أطراف ترى أن الرئيس فقد شرعيته، نريد أن نعرف حقيقة الموقف العراقي من الأزمة في ظل هذا التباين الواضح؟
العراق من أكثر البلدان التي ستتأثر مباشرة بتطورات الأزمة ونتائجها. لذلك ينطلق من مصالحه الوطنية للنظر إلى الأزمة. نحن من أوائل الداعين إلى حل سياسي وتلبية مطالب المعارضة، وضرورة قيام النظام السوري بإصلاحات حقيقية، وحاولنا ونقلنا رسائل عديدة إلى النظام ولكنه لم يستفد منها ولم يبال بها. ما يعانيه الشعب اليوم أسوأ بكثير مما ينشر ويذاع، والنظام هو من يتحمل مسؤولية كل ما يجري، نحن حاولنا المحافظة على موقف مستقر ومتوازن فلم نكن مع الغرب ولا مع إيران، وتواصلنا مع الطرفين. نحن لا نخشى من انتقال العملية السياسية في سورية، ولكننا نخشى من البديل. طالما أنه ليست هناك عملية سياسية منضبطة وليس لها راع. الظروف الدولية والإقليمية غير مهيأة لتحقيق تغير. الأزمة السورية وصلت إلى طريق مسدود.
ما هو الحل من وجهة نظرك؟
الحلول صعبة. الحل العسكري الذي اعتمدته المعارضة بعد أكثر من سنة ونصف من المقاومة لم يحقِّق شيئاً. صحيح أنها مسيطرة على الريف وعلى مناطق واسعة ولكن لم تستطع أن تسيطر على مدينة. الحل الذي أيدناه هو حل سياسي ولكن يظهر لي أنه بعيد المنال. فميزان القوى الحالي لا تستطيع معه المعارضة أو النظام الحسم. أصبحت حرب استنزاف مهلكة لكل الأطراف المشاركة. المصيبة أن المواطن السوري هو الذي يدفع الثمن. هي معركة استنزاف قوى وطاقات وإمكانيات. والكل ينتظر من يسقط أولا مالياً ومعنوياً وعسكرياً.
هذا يعني أن السقوط حتمي لكلا الطرفين؟
الوضع الحالي لا يمكن أن يعود إلى ما كان عليه سابقاً، فهذا مستحيل. كذلك فإن المعارضة المسلحة بإمكاناتها الحالية لا تستطيع أن تحسم المعركة.
ولا تستطيع إدارة البلد بعد الأسد؟
هذا موضوع آخر. هل النظام مستعد للقبول بعملية انتقال سياسي؟ آخر خطاب للرئيس بشار الأسد رفض ذلك عملياً. فالكل في أزمة للبحث عن الحل والعواطف شيء والواقع شيء آخر. الرئيس الأميركي باراك أوباما كان تصالحياً في خطابه. ولكن إذا استمرت الأزمة بهذا العنف والقسوة فقد يحصل تحرك دولي أقوى في النصف الأول من هذا العام.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك معنا برأيك