08‏/12‏/2012

سوريا.. بين الباتريوت والكيماوي

شبكة أخبار كيكان - ثلاثة أخبار لها علاقة بالملف السوري تناقلتها، ومازالت، وسائل الإعلام مؤخراً يمكن تلخيصها بكلمات قليلة “الباتريوت” و”السلاح الكيماوي” و”التعزيزات الأمنية في دمشق”، وقارئ هذه الكلمات لا يسعه إلا أن يربط بينها بشكل أو آخر، خاصة مع تدفق الأنباء ذات العلاقة بها.
    رغم أحاديث سابقة عن وجود ترسانة من الأسلحة الكيماوية والبيولوجية في سوريا، إلا أنها انحصرت في باب التكهنات، ذلك أنه لم يتم أي تفتيش على وجود أسلحة من هذا النوع في سوريا من أي جهة كانت.

   
    الكيماوي السوري
    الشرارة الأولى التي انطلقت في هذا المجال كانت من الناطق السابق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي، عندما نفى في بيان في يوليو الماضي عزم بلاده استخدام أسلحة كيماوية أو بيولوجية في الأزمة السورية “مهما كانت التطورات”، لكنه دمشق حذرت من إمكانية استخدامها “في حال تعرضت سوريا لعدوان خارجي”.

    وقال مقدسي نقلاً عن بيان للخارجية السورية إن “هذه الأسلحة مخزنة ومؤمنة ولن تستخدم أبداً إلا في حالة تعرض سوريا لعدوان خارجي”.
    هذا النفي في حينه جاء رداً على تحذيرات وجهتها جهات عدة، محذرة سوريا من استخدام السلاح الكيماوي المحرم دولياً في الأزمة، أو وصول هذا السلاح إلى جماعات إرهابية، لكن مقدسي قال إن هذه الأسلحة “لن تصل لطرف ثالث”.
    شكلت هذه الأقوال ما يمكن أن يكون أول دليل على امتلاك سوريا للسلاح الكيماوي، غير أنه ظل من دون إثبات مادي، طالما أنه لم تتمكن أي جهة من التفتيش عليه.
    مؤخراً، عاد الحديث يكثر عن السلاح الكيماوي السوري، بل ذهبت الأنباء والتقارير الإعلامية إلى أبعد من ذلك حين نقلت شبكة “إن بي سي” التلفزيونية الأميركية، الأربعاء، عن “مسؤولين أميركيين” قولهم إن “الجيش السوري زود قنابل بالمواد الكيماوية المولدة لغاز السارين وينتظر أوامر نهائية من الرئيس بشار الأسد لإلقائها من طائرات”.
    ووفقاً للشبكة والمسؤولين، الذين طالبوا بعدم ذكر أسمائهم، فإنه يمكن إلقاء القنابل المشحونة بهذه المواد الكيماوية المولدة لغاز السارين من عشرات الطائرات المقاتلة، رغم أنه لم يتم تثبيتها على تلك الطائرات حتى الآن، وأن الأسد لم يصدر أوامر نهائية لنشرها.
    وإثر هذه التقارير، سارعت واشنطن ولندن وباريس وبرلين وروما وبروكسل وغيرها من العواصم الغربية لتحذير نظام دمشق من مغبة استخدام السلاح الكيماوي وأنه سيواجه “برد فعل دولي قوي” ، وهو ما ردت عليه سوريا بتأكيد عدم نيتها استخدام “الأسلحة الكيماوية ضد شعبها تحت أي ظرف كان” مشددة على أنه “إن وجدت” لديها مثل تلك الأسلحة.
    وقالت دمشق إن إثارة الولايات المتحدة مثل هذا الأمر “يدعو إلى الريبة في نياتها، خصوصاً أن سجل الولايات المتحدة في فبركة مثل هذه المواضيع معروف ومكشوف ليس آخره مزاعمها المتعلقة بوجود أسلحة دمار شامل في العراق واستخدامها لهذه المزاعم ذريعة لغزو العراق”.


    واعتبر المحلل السياسي في وكالة الأنباء السورية “سانا” أن إثارة ملف السلاح الكيماوي إنما هو “نوع من الذريعة التي تبرر التدخل في سوريا، كما يدل الخط البياني للتصريحات والتهديدات المرتبطة به على وجود “بروباغندا” إعلامية من صناعة جهة واحدة هادفة لتضليل الرأي العام الاميركي والعالمي، وتحضيره نفسيا لتحقيق أمرين أولهما القبول بأي عدوان مباشر يمكن أن يقوم به الغرب ضد سوريا”.
    الكاتبان روبرت بيرنس وكمبرلي دوزيير قالا في تحليل للأسوشيتد برس إن “الخوف المتزايد من أن الحرب في سوريا ستؤدي إلى استخدام أسلحة كيماوية تستند على اثنين من السيناريوهات، لكن أياً من الاثنين غير مرجح، ومع ذلك فإنهما يعكسان خطر مجزرة مدنية وتصاعداً كبيراً في العنف”.
    وأوضحا أن السيناريو الأول هو أن يأمر بشار الأسد، في محاولة أخيرة لنظامه، بهجمات كيماوية بشكل محدود لتحذير الثوار من قدرته على استخدام أسلحة محرمة دولياً، أو شن هجوم واسع النطاق لتحويل دفة الصراع الذي خلف بالفعل ما يقدر بنحو 40 ألف قتيل.
    أما السيناريو الثاني فيتمثل في نقل بعض هذه الترسانة إلى إيران أو لبنان، أو حتى وقوعها في أيدي مقاتلين أجانب على صلة بجماعات إرهابية تساعد الثوار في سوريا.

   
    تركيا والباتريوت
    ترافقت الأنباء بشأن السلاح الكيماوي السوري واحتمال استخدامه في الأزمة حالياً مع موافقة حلف شمال الأطلسي “الناتو” على نشر منظومات صواريخ باتريوت على الحدود التركية السورية، الأمر الذي أثار قلق روسيا والصين وسوريا، خصوصاً إزاء احتمال أن يكون مقدمة لإقامة منطقة حظر جوي فوق سوريا.
    وأوضح وزراء الناتو أن ألمانيا وهولندا والولايات المتحدة هي من سيزود تركيا بالصواريخ المذكورة التي تنتجها مجموعة لوكهيد مارتن العملاقة، و«سيتم ذلك حسب الإجراءات المعمول بها في هذه البلدان» وفق الإعلان.
    وأكد الأمين العام للناتو أندرس فوغ راسموسن وكذلك تركيا أن نشر صواريخ باتريوت يأتي “كإجراء وقائي دفاعي حصراً، ولن يتم استخدامها من أجل دعم منطقة حظر جوي أو أي عمل هجومي من أي نوع”.
    غير أن راسموسن صرح أيضاً بأن أي استخدام للأسلحة الكيماوية في سوريا سيؤدي إلى رد فعل فوري من الأسرة الدولية وقال: “إن التهديد بالأسلحة الكيماوية يجعل من الضروري على الحلف إرسال صواريخ باتريوت إلى تركيا”.


    واعتبرت صحيفة تشرين السورية الحكومية “أن العودة للحديث عن السلاح الكيماوي السوري وموافقة الناتو على نشر صواريخ باتريوت في تركيا، يأتي بمثابة إشارة إلى أن “هناك خطة أو مشروعاً أو مؤامرة لاستدراج سوريا إلى حرب لا تريدها ولا ترغب فيها مع الجارة تركيا‘”.
    ووفقاً لما ذكرته “تشرين” فإن الحديث عن الكيماوي “جاء بعد موافقة الناتو على نشر صواريخ باتريوت في تركيا بناء على توصية أميركية وطلب تركي”.
    واعتبرت أن هناك رابطاً بين الحديث عن الكيماوي ونصب الباتريوت، وأن “كل حركة وسكون هذه الأيام تجاه سوريا مدروسة بعناية فائقة وفق سيناريوهات أعدت مسبقاً”، وأن هناك خطة أو مشروعاً أو مؤامرة لاستدراج سوريا إلى الحرب”.

   
    بانتظار معركة دمشق
    رغم أن معركة دمشق بدأت قبل معركة حلب، إلا أن الأخيرة حولت الأنظار عن العاصمة السورية، إلى ما قبل أيام قليلة حينما استعرت المعركة في العاصمة وريفها.
    وبينما بدأت المعارضة السورية المسلحة تحصد مكاسب من خلال هيمنتها على بعض المناطق المهمة وأخذت تقترب تدريجياً من مطار دمشق الدولي، زادت التقارير التي تتحدث عن التعزيزات الأمنية في العاصمة السورية، وكذلك مستوى المعارك والقصف للأحياء والمدن في الريف والغوطة.
    المعارضة السورية المسلحة أعلنت الجمعة أن “المطار بات هدفاً” وحذرت المدنيين وخطوط الطيران من الاقتراب منه، في الوقت الذي استقدمت القوات الحكومية تعزيزات كبيرة إلى عدد من المناطق المحيطة بالعاصمة السورية دمشق.
    وأكدت المعارضة أن المطار “يغص الآن بالمركبات العسكرية المدرعة والجنود وأن المدنيين الذين سيقتربون منه الآن هم المسؤولون عن أنفسهم”.
    وفي الأثناء، عبر ناشطون في المعارضة عن خشيتهم من هجوم بري تعتزم القوات الحكومية شنه على عدد من ضواحي دمشق، حيث تتدفق عليها التعزيزات العسكرية، بينما تستمر عمليات القصف والمعارك في محيط العاصمة وجنوبها.
    ويقول سكان إنهم ليسوا وحدهم القلقين بل الجيش أيضاً، فقد أقيمت أسوار إسمنتية ودشم حول المباني الحكومية والأمنية كما أضيفت نقاط تفتيش أخرى في وسط المدينة الأسبوع الماضي. ومن المرجح أن يتم إيقاف أي شخص يعبر من حي لآخر في المدينة عند نقاط التفتيش 3 أو 4 مرات على الأقل.
    ويتحدث بعض ممن فروا إلى دمشق من مناطق أخرى متوترة في سوريا عن منعهم من حين لآخر من دخول بعض المناطق، بينما رأى زائر لدمشق في الآونة الأخيرة بطاريات صواريخ تتمركز حول العاصمة، مثل جبل قاسيون المطل على المدينة بحيث تطلق على الشوارع في حالة دخول مقاتلي المعارضة.
    كل هذه الإجراءات جعلت دمشق أكثر عزلة بشكل متزايد عن الضواحي، وكثيراً ما تغلق المتاجر أبوابها لأن الجيش يمنع إما الإمدادات أو العاملين من الوصول للمدينة.
    من ناحية أخرى، ذكرت صحيفة “ديلي تلغراف” البريطانية أن “ساعة الصفر” في سوريا تقترب مع امتداد الصراع بين المعارضة والنظام إلى العاصمة دمشق.
    ووفقاً للصحيفة، قال مدير مشروع برنامج الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات الدولية بيتر هارلينغ إن “هناك خطراً متزايداً بحدوث دمار شامل للعاصمة السورية دمشق، التي يتحصن النظام في بعض أهم أحيائها”.
    وأوضح هارلينغ أنه” يمكن أن نرى تكرارا لمستوى الدمار الذي شاهدناه في بلدات أخرى لكنه سيكون أسوأ هذه المرة”، متسائلا: أي انتقال الذي يمكن تحقيقه عند تدمير كرسي السلطة؟” وفقاً لما ذكره موقع “أنباء موسكو” على الإنترنت.
“سكاي نيوز عربية”

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك معنا برأيك

تقرير
مراقبون

الأكثر قراءة - الأكثر مشاركة

شبكة أخبار كيكان - موقع الخبر من موقع الحدث
شارك و انضم الى صفحتنل التفاعلية على الفيس بوك
جريدة كيكان نيوز

شبكة أخبار كيكان. جميع الحقوق محفوظة. - موقع أخباري سياسي كوردي مستقل ناطق باللغة العربية