03‏/10‏/2012

الاب باولو في باريس : انا مع التدخل الخارجي الحكيم في سوريا

شبكة أخبار كيكان - عقد الأب باولو دالوليو، مؤسس دير مار موسى في سوريا ندوة حوارية في العاصمة الفرنسية باريس يوم الثلاثاء المصادف 25\09\2012  لأهمية  العلاقة التاريخية التي تربط الشعبين السوري والفرنسي هادفا الى ايصال صوت شعب السوري الجريح الى المجتمع الاوروبي والمطالبة باسعاف السوريين بكل الامكانيات .

الاب باولو دكتور في حوار الاسلامي المسيحي قضى ثلاثين عاما في دير مار موسى يعمر ويرمم ويبني جسورا للعلاقات بين  الانسان وأخيه الانسان دون ان يحصل حتى على الجنسية السورية .

 أبعدته السلطات السورية من البلاد في نهاية حزيران الماضي بذريعة خروجه عن نطاق مهامه الكنسية ومحاولته وقف العنف الحاصل ونزيف الدم وبسبب مبادرة قدمها باسم  الديمقراطية التوافقية معتبرا انها مفتاح لحل الازمة , لكن السلطات اعتبرتها خرقا لحاجز الصمت الذي التزم به رجال الدين المسيحيين  , واتهمه بالتعاطف مع الارهاب .

لأنه لم يستطع ان يصمت امام المجازر الذي يرتكبه النظام بحق الشعب السوري المسالم  فيقول في هذا : سوريا وقعت على اتفاقيات دولية  ومع الجامعة العربية وكوفي عنان لتوطيد حقوق المواطنين  في حرية الرأي وحرية التعبير , فلماذا اصمت و حرية التعبير معترف فيها ,  اتكلم لأنني ارى ان سوريا تغرق والشرخ بين مكونات الوطن يتعمق بينما يبتعد السلام والوئام  .

 دمقرطة سوريا ممكنة الا ان الاصلاح يستحيل في غياب كامل لحرية التعبير وممارسة لأساليب  غير قانونية تجرح  كرامة الانسان وانتهاك لحقوق المدنية  .

خلال الندوة تطرق الى الكثير من المواضيع من بينها الصمت الدولي حيال المجازر المتكررة الذي يذهب ضحيتها الالاف من ابناء الشعب السوري وطالب المجتمع الدولي ممارسة كامل مسؤولياتها دون ان تختبىء  وراء مفاهيم غير مقنعة .

اكد انه مع التدخل الخارجي المضاعف في سوريا  الا ان هذا التدخل يجب ان يكون حكيما وذلك في استخدام السلاح في وقته ومكانه المناسب لوقف القصف الجوي على المدن السورية ,  لانه اذا لم يتداخل ا لعالم ويوقف هذا القصف فأن النظام سوف يجرب الكيماوي ايضا كما فعل صدام ولا احد سوف يقف بوجهه .

كما اشار في حديثه الى مسالة اللاعنف وطالب المجتمع الدولي في ان يلتزم كليا في ايجاد حل غير عنيف فيما يخص الشعب السوري , لان الامور تأخرت وتفاقمت وصارت رهيبة جدا وأصبحت الامور تصعب كثيرا , وانه مع الحل السلمي وخاصة انه كان له مواقف من اللاعتف في ايلول عام2011 اثناء مطالبته للمجتمع الدولي  50 الف مراقب غير مسلح ليشاركوا المجتمع السوري بكل اطيافه ويشاركوا  حياتهم الاجتماعية والسياسية  وليساعدوا الشعب في نيل حقوقه الشرعية .

 واشار الى الحاجة الماسة  إلى اسعاف  الشعب السوري الذي يباد من خلال نيران طائرات النظام ودباباته , وانه بغض النظر عن كون روسيا مع الصين قد أفشلتا كل المبادرات الدولية القاصدة لانقاذ سوريا من تصرفات النظام الغير الإنسانية،  فإن الحظر الجوي في الوضع الحالي لا يشكل حلا كافيا في خصوص توقف القتال واجتناب خطر المجازر ولا سيما على خط العاصي.

 فمع الحظر الجوي لا بد من وجود قوات دولية  في المناطق التي تحدث فيها المجازر، لكي تمنعها وتحمي الناس من عدوان المجرمين و لتحمي الاهالي من الانتقام المحتمل حصولها ,  موضوع الحظر الجوي المفروض من الخارج هو مجرد افتراض لأنه من غير الممكن لأحد فرضه دون قرار من مجلس الأمن فلن تنضم روسيا إلى المعقول إلا عند انكسار النظام عسكريا وتغير في عقلية الشعب والحكومة وهنا يأتي دورالحوار مع الكنائس الأرثوذكسية لكي تختار ما بين حقوق الإنسان والحماية الفئوية.

 كما اكد على ضرورة إمداد الجيش الحر بالسلاح لحماية الشعب والثورة. وانه اذا كان هناك شك في ان هذه الاسلحة ستقع بأيدي عناصر غير مسؤولة وستستخدم لغايات ومأرب غير ثورية ,  فلابد ان يبدأ مجتمع العالمي الحر بتدريب عناصر يستحقون الثقة في المناطق الحدودية لتشكيل مناطق آمنة على الأراضي السورية لحماية اللاجئين ومعالجة الجرحى كحالة مؤقتة والتأكد من حسن التصرف والانضباط لدى الثوار.



..كما اشار الى مسالة مهمة وهو ما يخططه الضباط العلويين للانقلاب على بشار الأسد لكي يستلمون السلطة وقال : انه مخطط فاشل وتفكير خاظىء  لانه حتى لو نجح الانقلاب فأنه لن يحقق مكاسب كبيرة , لان الثورة بدأت لتكتمل لا لتتوقف في منتصف الطريق وخاصة بعد اراقة الدماء , لذلك أقترح لأخوة العلويين وللمسيحيين القاطنين معا في نفس المناطق بكبارهم وضباطهم ووجهائهم، أن يقوموا ضمن منطقة التلال والجبال غربي العاصي بإنقلاب على الأسد وخدماه السفاحين ويعلنوا انضمامهم إلى الثورة الديمقراطية لاننا نريد ديمقراطية توافقية لا ديمقراطية الغالبية تكون الحاكمة , نريد ان يتوافق كل من السنة والعلويين والاكراد وكل الاطياف وفئات المجتمع السوري لكي نحصل على الديمقراطية الحقيقية  , عندها نطالب روسيا وإيران التوقف عن التحالف الفاشل مع الأسد حتى تتمكن الأمم المتحدة  وبأسرع وقت ممكن إرسال المراقبين الضروريين ليتم الإصلاح الديمقراطي دون اراقة الدماء .

وبصدد وضع المسيحيين من الثورة السورية قال الكنيسة سخرت كأدوات لتوطيد الانظمة الدكتاتورية في سوريا , الحرية الدينية لم يعطيها احد لنا , انها من حضارة العرب المسلمين والمسيحيين واليهود العرب  أي انها موجودة ابا عن جد وقرن عن قرن , الا ان عائلة الاسد وجدو ان تسخيرهم للأماكن الدينية  من كنائس وجوامع وتجريد بيوت الله من جوهرها الروحي ضرورة للحفاظ على النظام في سوريا واستطاع ان يحقق من كل جوانب .

 المسيحيون  في سوريا موزعون على كل ارض الوطن البعض عانى قمع وبطش النظام والتعذيب داخل السجون , خائفون جدا والنظام نجح في تخويفهم مثل العلويين وللاسف الشديد الشعب المسيحي متأمر مع النظام والمسيحيون لم يتعلموا الديمقراطية قي  الكنائس  ,  لذلك اقول لهم اين موقفنا من النظام , هل يعقل جماعة مسيحية شاهدة لقيم الانجيل ان تتشبث بنظام دكتاتوري ساقط حتما .

 اما بصدد الجماعات المتطرفة التي تنادي بالجهاد للاسلام  والذي يسمونهم البعض بالخوارج الجدد اكد الاب باولو انه على الثورة السورية ان تضبط هذه الجماعات الذين يجرون شباب سوريا الى العنف المفرط الغير مبرر, لان هؤلاء التكفيريين هم من من أرسلهم النظام إلى العراق واستخدمهم في لبنان لغايات مشبوهة وإجرامية  و دفعهم  مرارا وتكرارا إلى استعمال العنف المذهبي داخل البلد أمام كاميرات العالم محاولة من النظام في كسب الرأي الإسلامي الانتمائي العاطفي .

وأكد على اهمية ايجاد سبل سليمة لانقاذ واسترداد ابناء سوريا من الانجراف في العنف المسلح والمذهبي. واستمرار في محاولات الحوار بين جميع أطياف المسلمين وبين المسلمين وغيرهم ممن خلقهم الله ليتعارفوا... في سبيل السلام .

اما بصدد سؤال احد الموجودين في هل هناك حرب اهلية في سوريا قال : هناك ثورة وحرب اهلية  الثورة قائمة وهي تشمل السوريون من كل الاطياف والحرب الاهلية  ايضا قد بدأت وهي قائمة على خط العاصي والساحل السوري  واعتبرها هي كارثة وطنية لذلك انادي الاطياف المتحاربة ليعودوا الى كلمة الثواب وليس لبشار الاسد , لأنه لا يمكن ان نعطي الانسان اهمية اكثر من الوطن  .

وجوابه حول رأيه بصدد المعارضة السورية وعدم تماسكها وبعثرتها قال : صحيح ان المعارضة السورية متعددة  الاطراف والأحزاب وليس لها قيادة موحدة الان انني اجد هذه التعددية عربونة  للديمقراطية  وهذه هي الديمقراطية الحقيقية , وعلى كل معارض سوري ان يوضح خصوصية مذهبه وموقفه ورأيه في شمل البلد  وليس لترويج لفكرته  لأنه سيأتي الوقت الذي يستطيع كل حزب وتيار فكري ان يجد لنفسه مكانا ودستورا يضمن حقوق الجميع .

وفي نهاية حديثه أشار الى مسالة المصالحة على انها الجسر الذي سيوصل الشعب السوري الى مستقبله بالأمان  ولتحقيق هذه المصالحة يفترض وقف القمع وتوفير الحريات واحترام الحقوق للجميع و ممارسة السلم والجهاد الغير عنيف  لمعالجة النزعات القائمة هو الأفق الصحيح للبشرية و هو ما يحمينا جميعا من تكرار الحروب والكوارث الإنسانية , الشرخ اصبح كبيرا  والجروحات  لا تلتئم بسهولة فلا يعوَّض عن كل هذه الخسارة إلا بناءُ وطن يسوده العدل و الإنصاف مرفقا بالرحمة والغفران .
تقرير
مراقبون

الأكثر قراءة - الأكثر مشاركة

شبكة أخبار كيكان - موقع الخبر من موقع الحدث
شارك و انضم الى صفحتنل التفاعلية على الفيس بوك
جريدة كيكان نيوز

شبكة أخبار كيكان. جميع الحقوق محفوظة. - موقع أخباري سياسي كوردي مستقل ناطق باللغة العربية