حقا انها شريعة الغاب , فالنظام البعثي السوري العلماني, يدمر البلد , ويقتل شعب هذا البلد منذ أكثر من عام ونصف , بحجة عصابات مسلحة وارهابين وتنظيم القاعدة .
وأردوغان( المسلم ), الديمقراطي , يقتل وبلا هوادة مقاتلي حزب العمال الكوردستاني البطل , بحجة القضاء على الارهاب ومحاربته , وفي الحالتين القوى العظمى ونصير الشعوب تغمض عينيها .
والمفارقة الغريبة العجيبة ,الغرب العلماني , الديمقراطي المتحضر , يتفرج على الحالتين , ففي الحالة السورية , يرى الغرب نظاما ارهابيا , يقتل شعبه المسالم الأعزل , مستخدما جميع صنوف الأسلحة ,ولكنه ساكت يتحجج بالفيتو الروسي والصيني ويصدر التصريحات يمينا وشمالا , يهدىء تارة ويأجج تارة اخرى . وفي الحالة التركية يندد بالارهاب لمراضاة تركيا ويطالب بنفس الوقت الحكومة التركية باحترام مواثيق ومعاهدة الاتحاد البعيد الأوربي بشان حقوق الانسان , وهي تكيل بمكياليين وفي أكثر من مكان.
وبالعودة الى الحالة الكوردية التركية , هناك تخبط سياسي تركي , فهي في الخفاء تفاوض حزب العمال الكوردستاني, وفي العلن ومن خلال رأس الهرم وعلى لسان رئيس وزراءه (اجتماع مع مسؤول من القيادة الأمريكية العليا ) يلوم القيادة الأمريكية ويعاتبهاعلى تأخيرها ارسال المعونات والتكنولوجيا المتطورة , في سبيل القضاء على حزب ب ك ك , ثم يمضي أردوغان و يتباهى بالجيش التركي العرمرم , وبانه حيد أعداد من مقاتلي ب ك ك , وسيقضي على بضعة الاف المتبقية من ب ك ك ,وكانهم أرانب برية تنتظر من يأتي لكي يصطادهم.
اما كتاب أعمدة الصحافة التركية الناطقة بالانجليزية فقدعلقوا بشكل متباين على تعليقات وتصريحات أردوغان الحماسية ,خاصة عندما اصر على قتل ما تبقى من مقاتلي الكوردستاني . وتساءل أحدهم...هل ارواح البشر اصبحت بهذا الرخص لدرجة اننا فقدنا اكثر من 500ضحية من الطرفين خلال شهرين . الا يكفي حمامات الدماء هذه ؟ الايوجد هناك حل اخر بدل من شلات الدماء ؟ ثم تساءل أحد الصحفين هل قتل ماتبقى من مقاتلي ب ك ك سيحل القضية الكوردية ؟ ثم يقول أخشى ان تركيا تحولت من دولة ديمقراطية الى سريلانكا ثانية و ب ك ك الى جيش التاميل, و يستنتج الصحفي , ان أردوغان و من لهجته العالية , يحاول رفع الروح المعنوية المنهارة لدى جيشه والشعب التركي , الذي بدا يشك في حقيقية ما يجري على الجبهات و في صدق تصرفات الحكومة ورئيسها.
وفي تعليق للصحفي سركان دميرتاش من جريدة حرييت , حول تصريح أردوغان في القضاء علىما تبقى من مقاتلي حزب ب ك ك " ان أردوغان ضعيف بالحساب وان حسبته خاطئة , وان المسألة الكوردية لن تحل عسكريا من الطرفين, فقتل بعض الجنود وعناصر الأمن هنا وبعض من مقاتلي الكوردستاني هناك لن تحل المسالة , بل تعقدها , وهذا ما برهن عليه مقتل أكثر من 40000من الطرفين خلال 30 سنة مضت .
اما رئيس حزب الشعب الجمهوري فطالب أردوغان بتوضيح الاسباب الحقيقية وراء شلالات الدماء هذه , وفي هذا الوقت بالذات , يتساءل رئيس حزب chpلماذا توقفت محادثات السلام بين الطرفين في اوسلو ؟ هل كان وقف اطلاق النار قبيل الانتخابات التركية دعاية انتخابية ؟ وماذا كان الثمن ؟ اكانوعدا بمنح الاكراد حكما ذاتيا ؟ اليس هذا السبب وراء هجمات ب ك ك العنيفة والمنظمة و الموجعة في هذا الوقت ؟ لذلك لا بد من توضيح ما دار بين المفاوضين في اوسلو ؟ ولا بد من اعادة المفاوضات وتحقيق السلام ووقف شلالات الدم .
بينما يتناول الصحفي محمد علي بيراند وباستغراب تمرد و شراسة قوة هجمات مقاتلي ب ك ك في هذا الصيف , والذي لا يكاد يمر يوم من دون هجمات , وقتل المزيد من قوى الجيش والامن التركية,ويعلل ذلك بالدعم الخارجي لحزب العمال الكوردستاني , ويتساءل الصحفي بيراند عن سبب كثافة ونوعية هجمات الحزب الكوردي المحظور في هذا الوقت , قائلا بانه لا يعرف اسراره ولا خططه ولا استراتيجياته ولكن من خلال المقابلات الصحفية, والتصريحات من هنا وهنك , والتقارير الاستخبارية التركية .هناك هذه الاسباب وراء هجمات حزب العمال الكوردستاني.
رفع الحظر الخارجي المفروض على رئيس الحزب السروك عبد الله أوجلان.
أاجبار الحكومة التركية الى العودة الى اجراء المفاوضات .
أرسال رسالة الى ضرورة اطلاق سراح اعضاء منظومة المجتمع الكوردستاني ( الجناح السياسي لحزب العمال الكوردستاني و البالغ عددهم 8000 )
ضرورة اتمام انجاز ب ك ك للانتفاضة الشعبية الثورية كما قالها السروك عبد الله أوجلان.
التظاهر والادعاء للداخل التركي والكوردي والعالمي والاقليمي بان ب ك ك قوية وذراعها طويلة وتستطيع أن تضرب أين ومتى ما تشاء.
بالاضافة الى أسباب اخرى مؤكدة لدى ب ك ك .
وخلال رسالة من النائبة الكوردية المستقلة ايسيل توجليك عن ولاية ديرسيم في جريدة Taraf والتي عبرت عن الوجه الأخر للمشكلة الكوردية , اي وجهة نظر حزب الديموقراطية والسلم والتي رأت بالاضافة الى البنود الأنفة الذكر فأنه لكي يتوقف الحرب بين ب ك ك والجيش التركي " يجب على الجانب التركي الاعتراف بما حققه الكورد في غرب كوردستان والاعتراف بالأرادة الذاتية في سوريا وفي هذه المناطق في كوردستان تركيا ايضاً , وبناء على هذه المعطيات فأن الكورد سيعلنون وفقاً لأطلاق النار وسيتعاونوا مع الاتراك ويلعبوا دوراً كبيراً لما فيه مصلحة الشعبين و المنطقة , وتحقيق الديموقراطية والحرية لشعب المنطقة. ثم تضيف توجليك " هناك خريطة جديدة تنشأ في المنطقة , والكورد سيأخذوا دورهم و نصيبهم في العالم الجديد , سواء رضيت تركيا بذلك أم لم ترض, وعلى تركيا أن تتقبل ذلك بدلاً من اعاقته.
ثم يجيب السيد بيراند على تساءلاته ؟هل تستطع ب ك ك أن تحصل على مطاليبها ؟ الجواب عنده بالطبع لا . ولا كان هذا لا يعني ان ب ك ك ليست قوية في اقليم هكاري وتونجلي (ديرسم )ومسيطرة على الريف وبان الانتفاضة الكوردية التى دعا اليها السروك لم تكتمل ولم تنتشر ولكنها لم تتوقف على الاقل حتى الان .والسبب حسب رأيه التعامل الديمقراطي و الحذر والهادىء للبوليس والقوى الامنية التركية مع هذا الحراك.
ويمضي السيد بيراند ,بان كلا الطرفين عانى من سبب فشل مفاوضات اوسلوا , وان سبب فشلها هوعلى الأغلب الطرف الكوردي , بينما يوعزها ب ك ك الى الطرف التركي , غير ان العودة اليها أمر ضروري للطرفين ولكنه صعب بعد هذا الصيف الدامي , ولكنه لا مفر منه .
و هكذا تبقى أنقرة وقنديل مستمران في التعامل فيهذا الصراع الدامي , و انه على الأرجح لا يمكن لأحد أن يفوز من هذا الصراعو منوراء شلالات الدماء هذه .
الرياض
25 -9-2012
حسني كدو
