شبكة أخبار كيكان - المصدر ميدل ايست أونلاين : اذا كان لافروف يريدنا أن نصدق 'النظام السوري' فعليه أن يسحب التفويض الذي أوكله مجلس الأمن الى كوفي انان وبعثة المراقبين ولينسحب المراقبون فوراً من سوريا لأنهم باتوا شهود زور، أما إذا كان يريدنا أن نصدّق بعثة المراقبين الدوليين، فعليه ان يسحب تفويضه للنظام السوري بارتكاب المجازر، وليتوقف عن مدّه بالأسلحة المتطورة لقمع وذبح أطفال سوريا।عندما يرفض "لافروف" أن يحمّل النظام السوري المسؤولية عن مجزرة "الحولة" في حمص، فهذا لا يعني انه يجهل الحقيقة، بالعكس فإنه يعرفها تماماً وكاملة، لا بل يعرفها أكثر بكثير من سواه، لأنه هو من يغطي المجازر في سوريا منذ انطلاقة الثورة السورية في نيسان 2011، من درعا الى بابا عمرو الى جسر الشغور الى ادلب وحلب وصولاً الى "الحولة".
صحيح أن مجزرة "الحولة" ليست الأولى في تاريخ النظام السوري قديمه وجديده، لكنها المجزرة الأولى بوجود مراقبين دوليين، مفوضين دولياً وعربياً، مما يعني ان هذا النظام لا يأبه للمجتمع الدولي الذي وافق بالإجماع على انتداب كوفي انان لمهمة تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2043 والنقاط "الست" والتي لم يطبق منها أية نقطة حتى الآن فهو مطمئن ان قرارات مجلس الأمن لا تطبق، وتبقى دائما حبرا على ورق لا أكثر ولا أقل.
وربما يهدف النظام السوري من خلال مجزرة "أطفال الحولة" تأجيج مشاعر الانتقام وصولاً الى الحرب الأهلية، اعتقاداً منه ان عنف المجازر يحول دون التدخل العسكري الخارجي، وها هو الروسي يعلن رفض التدخل العسكري في سوريا، نعم الروسي ينصح والأسد يترجم النصيحة!
كلام لافروف، ان مسؤولية "مذبحة الحولة" تقع على النظام والمعارضة، إذا جازت ترجمته عبر مجازر التاريخ الحديث، فهذا يعني أن مجزرة "صبرا وشاتيلا" هي مسؤولية مشتركة ومتساوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ومجزرتي قانا الأولى والثانية هي مسؤولية إسرائيل وحزب الله وأطفال الجنوب، حتى لا نعود الى التاريخ القديم نسبياً، وتحميل مسؤولية مجازر النازية بالتساوي بين هتلر والروس، فهل يعرف لافروف ان "مجزرة الحولة" تفوق وحشية اسرائيل وتساوي مجازر النازية؟، مع فارق كبير هو ان كل مجازر النظام السوري كانت ولم تزل، ضدّ شعبه، فيما مجازر الآخرين كانت ضد أعداء، فيمل لم يشهد التاريخ محطات "انتقامية" من قبل النظام السوري ضد اسرائيل ردا على مجازر "صبرا وشاتيلا" او مجازر غزّة.
نعم قوة النظام تجلّت وتتجلى ضدّ شعبه وليس ضدّ أعداء "الأمة العربية، والرسالة الخالدة".
ونسأل "القيصر" لافروف: لماذا يحتفل الروس سنوياً في الساحة الحمراء بالإنتصار على المانيا النازية في الحرب العالمية عام 1945، فيما هم يدعمون المجازر في سوريا؟
المجازر لا تشوه فقط صورة مرتكبها، فصورة النظام السوري "البعثي" أصلاً مشوّهة وبشعة وظالمة، بعد مقتل أكثر من 11 ألف سوري منذ أكثر من سنة، إنما وبالتأكيد تشوّه صورة داعمها وخاصة الروسي.
السؤال اليوم، هل مهمة المراقبين حماية المجازر وأرشفتها؟ وهل مهمة كوفي انان رفع تقريره الى بان كي مون وإحصاء أعداد القتلى والخروقات، قبل حضور المراقبين وبعد انتشارهم؟ وكأن النظام السوري يميز بين "قبل" و"بعد"، وهل مهمة الجامعة العربية "الأسف والاستنكار" لهول مشاهد "نعوش الأطفال" الذين يتلذذ "شبيحة" النظام بقتلهم ذبحاً بالسكاكين؟
فما فائدة تحميل الجنرال "مود" النظام السوري مسؤولية "المذبحة" إذا كان لافروف لا يعترف بتقريره ولا يزال يستند الى "صدقية" تقارير وليد المعلم وبشار الجعفري وجهاد المقدسي؟
الجنرال مود رئيس بعثة المراقبين الى سوريا، قال بعد المجزرة "ذهب المراقبون العسكريون والمدنيون إلى الحولة وأحصوا أكثر من 32 طفلاً تحت سن العاشرة وستين بالغاً مقتولين، والتدقيق الذي أجراه المراقبون كشف استخدام مدفعية الدبابات، في قصف المدينة"، علماً ان العدد الحقيقي يفوق الـ 120 قتيلاً، بينهم 49 طفلاً وسبع نساء.
ليقل لنا "لافروف" من علينا ان نصدّق "وكالة سانا" و"الدنيا"، أم "الجنرال روبرت مود"؟ هو يعرف تماماً من يجب أن نصدق لكنه "كذاب"، وربما فات لافروف والجعفري أن يتهموا الضحايا بقتل أنفسهم، وسبق للنظام السوري ان اتهم رفيق الحريري بالانتحار.
ولهذا، ربما المطلوب أكثر، اليوم وغداً، إحصاء عدد الضحايا وعدد المجازر الذي سيرتكبها النظام السوري، فـ"الحولة" لن تكون خاتمة مجازره، طالما يحظى بدعم روسيا!!، لأن التاريخ سيسجّل هذه المجازر حتما، في خانة "النظام الروسي" وليس فقط في خانة النظام السوري، فـ"شبيحة النظام" يشعرون بطول باعهم في ارتكاب المجازر لأن "التغطية" مؤمنة ومضمونة.
اذا كان لافروف يريدنا أن نصدق "النظام السوري" فعليه أن يسحب التفويض الذي أوكله مجلس الأمن الى كوفي انان وبعثة المراقبين بموجب القرار 2043، ولينسحب المراقبون فوراً من سوريا لأنهم باتوا شهود زور، ولكن يبقى أن نسأل "لافروف": لماذا دان مجلس الأمن الدولي المجزرة بإجماع أعضائه الخمسة عشر بمن فيهم روسيا والصين؟
أما إذا كان يريدنا أن نصدّق بعثة المراقبين الدوليين، فعلى "لافروف" ان يسحب تفويضه للنظام السوري بارتكاب المجازر، وليتوقف عن مدّه بالأسلحة المتطورة لقمع وذبح أطفال سوريا.
منذ 12 نيسان الماضي، تاريخ صدور قرار مجلس الأمن رقم 2043، أي قبل شهر ونصف تقريبا، ما الذي تغير؟ لا شيء، المذابح مستمرة، المعتقلون في السجون، الدبابات والمدافع داخل القرى وبين أحياء المدن تحتجب فقط عند وصول المراقبين، ولا تلبث ان تدكّ القرى لحظة خروجهم، حرية التظاهر ممنوعة وتواجه بالرصاص والدبابات، كما حصل مع تظاهرات جامعة حلب فور خروج المراقبين، حتى افراد بعثة المراقبين يجب ان يحظوا بموافقة النظام، وبعضهم لم يمنح تأشيرة دخول للالتحاق بالبعثة، ناصر القدوة نائب كوفي انان بموجب القرار 2043، ممنوع عليه دخول سوريا.
هذ ليس تحليلاً ولا تخميناً لما يحدث في سوريا، فهذا جاء في "التقرير المكتوب الأول، حول تطبيق القرار 2043"، الذي اصدره الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
البعض اعتقد انه بعد مجزرة "الحولة" سيحرج "القيصر الروسي"، فجاءت تصريحات "لافروف" لتبدد هذا الرهان الخاطئ، فالمصالح الروسية و"القيصرية" و"جلد" "الدب الروسي" لا يخرقه لا الحياء ولا الإحراج، ولا نعوش الأطفال وبحور دماء الأبرياء.
لكن، المسؤولية لا تقع على "الدب الروسي" وحده! المسؤولية تقع على "التمساح العربي" أيضاً، الذي لا يعنيه الإنسان العربي، فالإنسان مجرد رقم ولا قيمة له، مائة ألف قتيل بـ"الزايد" او بـ"الناقص" الأمر سيّان، فلماذا يكون الروسي أو الغربي "ملكياً" أكثر من الملك؟ فخسارة المواقع والمناصب والمقامات أهم من خسارة كل البشر.
صلاح أبو الحسن
كاتب لبناني
صحيح أن مجزرة "الحولة" ليست الأولى في تاريخ النظام السوري قديمه وجديده، لكنها المجزرة الأولى بوجود مراقبين دوليين، مفوضين دولياً وعربياً، مما يعني ان هذا النظام لا يأبه للمجتمع الدولي الذي وافق بالإجماع على انتداب كوفي انان لمهمة تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 2043 والنقاط "الست" والتي لم يطبق منها أية نقطة حتى الآن فهو مطمئن ان قرارات مجلس الأمن لا تطبق، وتبقى دائما حبرا على ورق لا أكثر ولا أقل.
وربما يهدف النظام السوري من خلال مجزرة "أطفال الحولة" تأجيج مشاعر الانتقام وصولاً الى الحرب الأهلية، اعتقاداً منه ان عنف المجازر يحول دون التدخل العسكري الخارجي، وها هو الروسي يعلن رفض التدخل العسكري في سوريا، نعم الروسي ينصح والأسد يترجم النصيحة!
كلام لافروف، ان مسؤولية "مذبحة الحولة" تقع على النظام والمعارضة، إذا جازت ترجمته عبر مجازر التاريخ الحديث، فهذا يعني أن مجزرة "صبرا وشاتيلا" هي مسؤولية مشتركة ومتساوية بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ومجزرتي قانا الأولى والثانية هي مسؤولية إسرائيل وحزب الله وأطفال الجنوب، حتى لا نعود الى التاريخ القديم نسبياً، وتحميل مسؤولية مجازر النازية بالتساوي بين هتلر والروس، فهل يعرف لافروف ان "مجزرة الحولة" تفوق وحشية اسرائيل وتساوي مجازر النازية؟، مع فارق كبير هو ان كل مجازر النظام السوري كانت ولم تزل، ضدّ شعبه، فيما مجازر الآخرين كانت ضد أعداء، فيمل لم يشهد التاريخ محطات "انتقامية" من قبل النظام السوري ضد اسرائيل ردا على مجازر "صبرا وشاتيلا" او مجازر غزّة.
نعم قوة النظام تجلّت وتتجلى ضدّ شعبه وليس ضدّ أعداء "الأمة العربية، والرسالة الخالدة".
ونسأل "القيصر" لافروف: لماذا يحتفل الروس سنوياً في الساحة الحمراء بالإنتصار على المانيا النازية في الحرب العالمية عام 1945، فيما هم يدعمون المجازر في سوريا؟
المجازر لا تشوه فقط صورة مرتكبها، فصورة النظام السوري "البعثي" أصلاً مشوّهة وبشعة وظالمة، بعد مقتل أكثر من 11 ألف سوري منذ أكثر من سنة، إنما وبالتأكيد تشوّه صورة داعمها وخاصة الروسي.
السؤال اليوم، هل مهمة المراقبين حماية المجازر وأرشفتها؟ وهل مهمة كوفي انان رفع تقريره الى بان كي مون وإحصاء أعداد القتلى والخروقات، قبل حضور المراقبين وبعد انتشارهم؟ وكأن النظام السوري يميز بين "قبل" و"بعد"، وهل مهمة الجامعة العربية "الأسف والاستنكار" لهول مشاهد "نعوش الأطفال" الذين يتلذذ "شبيحة" النظام بقتلهم ذبحاً بالسكاكين؟
فما فائدة تحميل الجنرال "مود" النظام السوري مسؤولية "المذبحة" إذا كان لافروف لا يعترف بتقريره ولا يزال يستند الى "صدقية" تقارير وليد المعلم وبشار الجعفري وجهاد المقدسي؟
الجنرال مود رئيس بعثة المراقبين الى سوريا، قال بعد المجزرة "ذهب المراقبون العسكريون والمدنيون إلى الحولة وأحصوا أكثر من 32 طفلاً تحت سن العاشرة وستين بالغاً مقتولين، والتدقيق الذي أجراه المراقبون كشف استخدام مدفعية الدبابات، في قصف المدينة"، علماً ان العدد الحقيقي يفوق الـ 120 قتيلاً، بينهم 49 طفلاً وسبع نساء.
ليقل لنا "لافروف" من علينا ان نصدّق "وكالة سانا" و"الدنيا"، أم "الجنرال روبرت مود"؟ هو يعرف تماماً من يجب أن نصدق لكنه "كذاب"، وربما فات لافروف والجعفري أن يتهموا الضحايا بقتل أنفسهم، وسبق للنظام السوري ان اتهم رفيق الحريري بالانتحار.
ولهذا، ربما المطلوب أكثر، اليوم وغداً، إحصاء عدد الضحايا وعدد المجازر الذي سيرتكبها النظام السوري، فـ"الحولة" لن تكون خاتمة مجازره، طالما يحظى بدعم روسيا!!، لأن التاريخ سيسجّل هذه المجازر حتما، في خانة "النظام الروسي" وليس فقط في خانة النظام السوري، فـ"شبيحة النظام" يشعرون بطول باعهم في ارتكاب المجازر لأن "التغطية" مؤمنة ومضمونة.
اذا كان لافروف يريدنا أن نصدق "النظام السوري" فعليه أن يسحب التفويض الذي أوكله مجلس الأمن الى كوفي انان وبعثة المراقبين بموجب القرار 2043، ولينسحب المراقبون فوراً من سوريا لأنهم باتوا شهود زور، ولكن يبقى أن نسأل "لافروف": لماذا دان مجلس الأمن الدولي المجزرة بإجماع أعضائه الخمسة عشر بمن فيهم روسيا والصين؟
أما إذا كان يريدنا أن نصدّق بعثة المراقبين الدوليين، فعلى "لافروف" ان يسحب تفويضه للنظام السوري بارتكاب المجازر، وليتوقف عن مدّه بالأسلحة المتطورة لقمع وذبح أطفال سوريا.
منذ 12 نيسان الماضي، تاريخ صدور قرار مجلس الأمن رقم 2043، أي قبل شهر ونصف تقريبا، ما الذي تغير؟ لا شيء، المذابح مستمرة، المعتقلون في السجون، الدبابات والمدافع داخل القرى وبين أحياء المدن تحتجب فقط عند وصول المراقبين، ولا تلبث ان تدكّ القرى لحظة خروجهم، حرية التظاهر ممنوعة وتواجه بالرصاص والدبابات، كما حصل مع تظاهرات جامعة حلب فور خروج المراقبين، حتى افراد بعثة المراقبين يجب ان يحظوا بموافقة النظام، وبعضهم لم يمنح تأشيرة دخول للالتحاق بالبعثة، ناصر القدوة نائب كوفي انان بموجب القرار 2043، ممنوع عليه دخول سوريا.
هذ ليس تحليلاً ولا تخميناً لما يحدث في سوريا، فهذا جاء في "التقرير المكتوب الأول، حول تطبيق القرار 2043"، الذي اصدره الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
البعض اعتقد انه بعد مجزرة "الحولة" سيحرج "القيصر الروسي"، فجاءت تصريحات "لافروف" لتبدد هذا الرهان الخاطئ، فالمصالح الروسية و"القيصرية" و"جلد" "الدب الروسي" لا يخرقه لا الحياء ولا الإحراج، ولا نعوش الأطفال وبحور دماء الأبرياء.
لكن، المسؤولية لا تقع على "الدب الروسي" وحده! المسؤولية تقع على "التمساح العربي" أيضاً، الذي لا يعنيه الإنسان العربي، فالإنسان مجرد رقم ولا قيمة له، مائة ألف قتيل بـ"الزايد" او بـ"الناقص" الأمر سيّان، فلماذا يكون الروسي أو الغربي "ملكياً" أكثر من الملك؟ فخسارة المواقع والمناصب والمقامات أهم من خسارة كل البشر.
صلاح أبو الحسن
كاتب لبناني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك معنا برأيك