29‏/05‏/2012

عنان يندد "بالجريمة المروعة" خلال زيارة الى سوريا

شبكة أخبار كيكان - ندد مبعوث السلام الدولي كوفي عنان بقتل 108 أشخاص في بلدة الحولة السورية بوصفه "جريمة مروعة" يوم الاثنين وحث الرئيس بشار الأسد على ان يبرهن على أنه يريد حلا سلميا للأزمة التي تعاني منها البلاد.

وقال نشطاء إن قوات الأسد قتلت 41 شخصا على الاقل في هجوم بالمدفعية على مدينة حماة بعيد إدانة مجلس الأمن الدولي للمذبحة التي وقعت في الحولة يوم الجمعة. وأصدرت السلطات في دمشق نفيا لان القوات السورية لعبت أي دور في الحولة ورفضت رواية الامم المتحدة للاحداث.

ومع تزايد الانتقادات الدولية للأساليب التي يستخدمها الأسد لإخماد الانتفاضة المستمرة منذ 14 شهرا ويصاحبها الآن تمرد مسلح وصل عنان المبعوث المشترك لجامعة الدول العربية والأمم المتحدة الى دمشق لإجراء محادثات بشأن خطته للسلام التي تتداعى.

وحث الحكومة السورية صراحة على "اتخاذ خطوات جريئة لإظهار جدية نواياها لحل هذه الأزمة سلميا.
"رسالة السلام هذه ليست للحكومة فقط بل لكل من يحمل سلاحا."
ووافقت كل من روسيا والصين اللتين استخدمتا حق النقض (الفيتو) ضد مشروعي قرارين بمجلس الأمن يدينان الأسد على بيان غير ملزم أصدره المجلس في نيويورك انتقد استخدام المدفعية وقذائف الدبابات ضد المنازل في الحولة لكنه لم يلق باللوم على الحكومة وحدها. ولا تتوفر المدفعية والدبابات لمقاتلي المعارضة.

ونفت وزارة الخارجية السورية في رسالة بعثت بها الى مجلس الامن ان دبابات قامت بأي دور وألقت باللوم على مئات الاسلاميين المسلحين الذين قالت ان بعضهم كان يحمل السكاكين.
وقالت وزارة الخارجية في رسالتها لمجلس الامن "كان الجيش السوري في حالة دفاع عن النفس... ضد مجموعات ارهابية مسلحة" تضم مئات المسلحين الذين قالت انهم ارتكبوا المذبحة.

وأضافت الوزارة ان القتلة استخدموا السكاكين التي وصفتها بانها "توقيع" للهجمات التي يرتكبها متشددون إسلاميون.

كما استخدمت الصين عبارات قوية بشأن مذبحة الحولة.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ليو وي مين "تشعر الصين بصدمة بالغة جراء العدد الكبير من الضحايا المدنيين في الحولة وتدين بأقوى العبارات القتل الوحشي لمدنيين خاصة النساء والأطفال."



لكن من خلال الامتناع عن توجيه اللوم الى الحكومة وحدها فان روسيا والصين تباعدان بينهما وبين دول غربية وعربية تقول ان الاسد يجب ان يتنحى.

ويقول مراقبو الأمم المتحدة إن 108 اشخاص على الأقل قتلوا في الحولة بينهم عشرات الأطفال. وتظهر صور وزعها نشطاء أن الكثير من الضحايا قتلوا بالرصاص من مسافة قريبة. ولم يتمكن مراقبو الامم المتحدة من ان يحددوا على نحو قاطع من الذي قتل هؤلاء.

ورفضت روسيا والصين بشدة الانضمام الى العقوبات الغربية والعربية على الأسد وأكدتا مجددا يوم الاثنين أن خطة عنان التي قبلها طرفا الصراع هي السبيل الوحيد للمضي قدما وقالت روسيا ان العنف في الحولة استهدف افساد زيارته.

وقال رئيس الوزراء الصيني ون جيا باو إنه يجب تكثيف الدعم للخطة وللحل السلمي.
وتدعو الخطة الى سحب الأسلحة الثقيلة من البلدات والمدن ليعقب هذا وقف القتال وبدء حوار.
لكن تجدد الهجوم على حماة مركز المقاومة التي دمرتها مدفعية الاسد بالفعل هذا العام أعاد للأذهان أن الاتفاق الذي يراقب تنفيذه 300 مراقب لم يسهم بشيء يذكر في اجتثاث العنف.

وقال عنان "يجب تنفيذ خطة الست نقاط بالكامل وهذا لا يحدث."

ومن المقرر ان يجتمع عنان مع وزير الخارجية وليد المعلم يوم الاثنين ومع الاسد يوم الثلاثاء.

وقالت مصادر بالمعارضة إن الدبابات والمدرعات السورية فتحت النار على عدة احياء بحماة امس الأحد بعد أن هاجم مقاتلو الجيش السوري الحر حواجز طرق ومواقع اخرى لقوات الأسد.

وقال مجلس قيادة الثورة في حماة في بيان إن من بين القتلى على مدى 24 ساعة خمس نساء وثمانية اطفال وأضاف أن القصف أدى الى انهيار عدة مبان وتم انتشال سكانها من تحت الأنقاض.

ولم يتسن التحقق من صحة التقرير من مصدر مستقل.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون في رسالة لمجلس الامن انه يأمل في ان تستغل سوريا زيارة عنان "لتغيير المسار تماما واختيار الدبلوماسية بدلا من المدافع لضمان تلبية الطموحات المشروعة من الحرية والكرامة والرفاهية للشعب السوري.
وقال بان ان عددا من القرى في منطقة الحولة كانت خارج سيطرة الحكومة حتى يوم الجمعة.
ومعظم سكان الحولة من السنة بينما العديد من القرى المحيطة يغلب على سكانها العلويون.

وأظهر تسجيل فيديو وزعه نشطاء امرأة مصابة قالت إنها نجت من المذبحة والقت باللوم على أفراد بميليشيا الشبيحة الموالية للأسد.

وأضافت "دخلوا منازلنا...رجال يرتدون ملابس عسكرية وجمعونا مثل الخراف في الغرفة وبدأوا يطلقون النار علينا."
وقالت المرأة التي كانت ترقد إلى جانب امرأة مصابة اخرى وبالقرب من رضيع مصاب بجروح في الصدر "مات والدي وشقيقي وهو الابن الوحيد لأمي. قتلت سبع شقيقات."
واكد السفير السوري بشار الجعفري نفي حكومته قائلا ان هذه المذبحة ارتكبتها "جماعات ارهابية مسلحة" وهو التعبير الذي تستخدمه الحكومة السورية للاشارة الى المعارضين.

ورفض ايضا "تسونامي الاكاذيب" لسفراء بريطانيا وفرنسا والمانيا الذين انحوا باللائمة على الحكومة السورية في هذه المذبحة التي تعتبر الأسوأ خلال الانتفاضة التي سقط خلالها اكثر من عشرة آلاف قتيل.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره البريطاني وليام هيج "نحن أمام موقف الطرفان لهما وبوضوح يد في مقتل اناس ابرياء."



وبحث الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون الوضع في سوريا بالتليفون ونددا "بالوحشية الفتاكة الخرقاء لنظام دمشق" التي وصفاها بأنها تهديد للامن الاقليمي.

وأقر الاثنان خطة عنان ووجها الدعوة "لتحول ديمقراطي منظم" في سوريا. وقال اولوند ان فرنسا ستدعو الى عقد اجتماع في باريس لاصدقاء سوريا وهي مجموعة الدول الغربية والعربية التي تريد انهاء حكم الاسد.

واستدعت بريطانيا سفير سوريا لتعبر عن تنديدها بالمذبحة. وقال المسؤول الكبير بالخارجية البريطانية جيفري ادامز انه ما لم يتم تنفيذ خطة عنان بالكامل فان المجتمع الدولي "سيتخذ اجراء آخر ويقوم بعمل قوي ردا على ذلك."
وكانت روسيا قد اتهمت الولايات المتحدة واوروبا بالسعي الى تغيير النظام في سوريا على غرار ما حدث في ليبيا وتتوخى الحذر من اي اجراءات يمكن أن تكون توطئة لتدخل مسلح.
وأشارت تقارير إعلامية الى أن واشنطن تحاول الحصول على تأييد روسيا لخطة كتلك التي أدت الى نقل السلطة من رئيس اليمن لثلاثة عقود علي عبد الله صالح الى إدارة يقودها نائبه.
وانتقد لافروف في مؤتمره الصحفي الذي عقده في لاهاي الذين يجادلون بأنه لا يوجد حل للازمة السورية مادام الاسد في السلطة.
وقالت واشنطن صراحة ان الاسد بجب ان يتنحى. وأبلغ رئيس هيئة الاركان المشتركة للقوات المسلحة الامريكية الجنرال مارتن ديمبسي تلفزيون سي.إن.إن. "بالطبع يجب ان نقدم دائما خيارات عسكرية ويجب التفكير فيها."
لكنه أكد ان المجتمع الدولي يجب ان يستخدم الاجراءات الاقتصادية والدبلوماسية اولا لمحاولة حمل الاسد على "اتخاذ القرار الصائب".
وبعث الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي برسائل الى العديد من وزراء الخارجية ووصف ما يحدث في سوريا بأنه انتهاك صارخ لحقوق الانسان الدولية ودعا الى ايفاد مزيد من المراقبين الدوليين لوضع نهاية للانتهاكات الجسيمة والجرائم التي ترتكب في سوريا.

ووجه المجلس الوطني السوري أقوى نداء حتى الان طالب فيه بتدخل أجنبي.

وقال في بيان ان الوقت قد حان لتدخل ملموس لوقف المذابح اليومية ضد الشعب السوري.

وأضاف ان المجلس يناشد كل اصدقاء الشعب السوري واخوته ان يقدموا له على الفور السبل الفعالة للدفاع عن النفس قبل فوات الاوان.
رويترز

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك معنا برأيك

تقرير
مراقبون

الأكثر قراءة - الأكثر مشاركة

شبكة أخبار كيكان - موقع الخبر من موقع الحدث
شارك و انضم الى صفحتنل التفاعلية على الفيس بوك
جريدة كيكان نيوز

شبكة أخبار كيكان. جميع الحقوق محفوظة. - موقع أخباري سياسي كوردي مستقل ناطق باللغة العربية