
فيما أفاد شهود عيان بوقوع ثمانية قتلى في صفوف المهاجمين عندما اندلعت اشتباكات بالأسلحة الآلية بين المهاجمين وشبان من لجان شعبية مشكلة من حزب الاتحاد الديمقراطي المرتبط بحزب العمال الكردستاني.
وقال ساكن من الحي يدعى سليمان أحمد إن "الشبيحة هم من أبناء أحمد صبحي المنحدرين من عشيرة البكارة العربية وقاموا بداية باستعراض السلاح، وإطلاق النار بشكل عشوائي في منتصف الشارع على المارة في حي الشيخ مقصود ذات الأغلبية الكردية"।وأضاف أن إطلاق النار من الشبيحة أسفر عن مقتل ثلاثة مواطنين كرد هم أحمد كوجر (46 عاما)، وأمينة ديار (60 عاما)، وأحمد عثمان (18 عاما)، إلى جانب جرح ما لا يقل عن تسعة أشخاص.
وأوضح سليمان في اتصال هاتفي مع وكالة كردستان للأنباء (آكانيوز) أن "عصابات الشبيحة عمدت إلى إطلاق الرصاص الحيّ بشكلٍ مكثّف وعشوائي على المارّة، ووقعت اشتباكات واسعة بين أفراد من اللجان الشعبية وعصابات الشبيحة، أدت إلى مقتل ثمانية من عناصر الشبيحة".
وتابع يقول إن "اللجان الشعبية أغلقت مداخل ومخارج الحيّين شيخ مقصود غربي وشرقي، كما قام الشبان الكرد بحرق المنازل المتبقية التابعة للشبيحة في الحيّ، واستمرت الاشتباكات إلى فجر اليوم الخميس".
وأضاف سليمان أن "الشبيحة ومنذ الصباح الباكر سارعوا بتهريب عائلاتها من الأماكن القريبة من الحيّ، ومن ثم تمركزوا على أسطح البنايات والمنازل، ليطلقوا الرصاص الحي بشكل مكثف وعشوائي مع غياب رجال الأمن السوري والنظام بشكل تام".
وأكد أن "الأجواء لا تزال مشحونة ومتوترة"، مشيرا إلى أن "أعدادا كبيرة من لجان حماية الشعب من منطقة كوباني وعفرين وصلت إلى حلب ونصبت الحواجز في كل زاوية وأحكم الجانب الكردي سيطرته على الحي".
وبحسب المصادر فإن المواطن الكردي محمد أمين بلال أُصيب عصر أمس الأربعاء بجروح أثناء إطلاق مجموعة مسلّحة الرصاص الحيّ على الحافلة التي كانت تقله مع مجموعة آخرين من حلب باتجاه عفرين عند منطقة حريتان.
وشهدت حريتان في الأيام السابقة اشتباكات مسلّحة بين الجيشين النظامي والحر.
وكان أفراد الشبيحة من عشيرة البكارة سبق وان هاجمت الحي الكردي في 10 آذار مارس الماضي مما أدى إلى مقتل ناشطة كردية تدعى سلطانة من قرية ميدانكي التابعة لمنطقة عفرين.
كما قامت المجموعة باحتجاز فتاة كردية أخرى في سلوك متعمد ومتكرر عرف عنهم منذ انتفاضة الشعب الكردي في عام 2004، وسط صمت كامل من قبل السلطات الرسمية.
وقال شيار حمي عضو تنسيقية "التآخي في عفرين" لـ (آكانيوز) إن "صورة أمهات القتلى تثير في النفس حالة من الحزن والحرقة الشديدين"، متهماً النظام السوري بـ"الوقوف خلف الحادثة وذلك من اجل استفزاز الكرد، وجرهم إلى حلقات الدم والعنف في سورية".
وأكد أن "الكرد ملتزمون بالانتفاضة السلمية المدنية، ويرفضون انزلاق إلى مكان غير مكانهم الحقيقي، لكن في الوقت نفسه الكرد سيدافعون عن أنفسهم ضد كل من تسول له نفسه بالاعتداء على حرماته"، مشيراً إلى أن "الحوادث الأخيرة والمتكررة تؤكد هذه الحقيقة".
ولفت إلى ضرورة أن "يبقى الكرد حذرين حيال محاولات النظام لافتعال فتنة عربية كردية تخفف عنه وطأة الانتفاضة الشعبية عليه عبر محاولته حرف الأمور باتجاه انفجارات وصراعات عرقية وطائفية".
وقال أبو مروان وهو محام مستقل لـ (آكانيوز) إن "هجوم ميليشيات الشبيحة على الأحياء الكردية في حلب يضع مسألة التعايش جانباً..لأن التعايش ممكن بين كل الخصوم سياسيا وعشائرياً، لكن هذه المعركة تدخل في خانة معركة وجود مع من لا خلق ولا أخلاق لهم. إذا كانوا يكرهون الكرد لهذه الدرجة لماذا يقيمون بين الأكراد".
وأضاف أبو مروان الذي التزم منزله مع أفراد عائلته عند اطلاق النار والاشتباكات "هؤلاء مدفوعون من قبل الأجهزة الأمن، ويتلقون الأسلحة والذخيرة من النظام، وكان هناك البعض ممن كان برفقتهم يعملون في الأجهزة الأمن".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك معنا برأيك