19‏/10‏/2012

مجزرة جديدة في معرة النعمان تستبق وصول الإبراهيمي إلى دمشق

شبكة أخبار كيكان -  مع الاستعداد لاستقبال المبعوث الخاص المشترك إلى سوريا الأخضر الابراهيمي اشتد القتال أمس في معظم المحافظات السورية وخصوصاً في محافظتي ادلب وحلب، حيث لجاً النظام الى استخدام الطيران الحربي بكثافة ضد المواقع التي سيطرت عليها المعارضة.

وأغارت طائرات مقاتلة سورية الخميس على مدينة معرة النعمان شمال غرب سوريا ما ادى الى مقتل 44 شخصا بينهم 23 طفلا، في آخر حلقات النزاع الدامي في سوريا المستمر منذ اكثر من عام ونصف العام.

وفي العاصمة دمشق، فجر انتحاري يقود دراجة نارية نفسه على مقربة من مبنى وزارة الداخلية واجهزة امنية في احد احياء العاصمة السورية، دون وقوع ضحايا، بحسب ما افاد مصدر امني وكالة فرانس برس.

وياتي هذا التصعيد عشية وصول الابراهيمي الى العاصمة السورية بعد ان اعرب عن امله في التوصل الى هدنة لمناسبة عيد الاضحى بعد ردود ايجابية من السلطات والمعارضة بهذا الشان. وكان الابراهيمي اعلن من عمان ان وقف اطلاق النار الذي دعا اليه لمناسبة عيد الاضحى يمكن البناء عليه من اجل "هدنة حقيقية".

ويلتقي الابراهيمي السبت وزير الخارجية وليد المعلم، بحسب المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي. وقال مقدسي ردا على سؤال بشأن امكانية التوصل الى هدنة في سوريا، "لننتظر لنرى ما سيقوله الابراهيمي". وقال متحدث باسم الابراهيمي ان هذا الاخير لن يلتقي الرئيس السوري بشار الاسد.

واعلن الابراهيمي من عمان التي يزورها في اطار جولة اقليمية شملت السعودية وتركيا وايران والعراق ومصر ولبنان، انه "في حال تم وقف القتال وتنفيذ هدنة اعتقد اننا سنستطيع ان نبني عليه هدنة حقيقية لوقف اطلاق النار ولعملية سياسية تساعد السوريين على حل مشاكلهم واعادة بناء سوريا الجديدة التي يتطلع اليها شعبها".

واضاف في تصريحات لوكالة الانباء الاردنية الرسمية (بترا) عقب لقائه وزير الخارجية الاردني ناصر جودة ان "الازمة (السورية) اذا استمرت لن تبقى محصورة داخل الحدود السورية بل ستؤثر على المنطقة".

وكانت المعارضة المسلحة قالت انها مستعدة للقبول بهدنة شرط ان توقف السلطات اطلاق النار اولا. لكن محللين ابدوا شكوكا في ان تدوم اي هدنة قد يتم التوصل اليها بسبب تعقيدات النزاع واستمرار الخلافات الدولية بشان حله.

وقال بول سالم من مركز كارينجي للشرق الاوسط "ان التوصل الى هدنة مؤقتة ممكن لكن لن تكون لها اهمية استراتيجية ولا طابعا دائما". وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن "ميدانيا هناك قوى مؤيدة للنظام واخرى معارضة جميعها لا تخضع لاي سلطة".

وقبل اسبوع من عيد الاضحى (من 26 الى 28 تشرين الاول/اكتوبر) كثفت القوات الحكومية ضرباتها ضد معاقل المعارضة المسلحة في الشمال لمنعها من توسيع سيطرتها عليه، وخلفت اعمال العنف 181 قتيلا في البلاد هم بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان 84 مدنيا بينهم 13 طفلا وتسع نساء و57 جنديا و21 مقاتلا معارضا.

هجوم حاسم

ومن جانبهم بدأ المسلحون المعارضون الخميس "هجوما حاسما" على معسكر وادي الضيف الاستراتيجي في محيط مدينة معرة النعمان الاستراتيجية التي كانت السيطرة عليها في 9 تشرين الاول/اكتوبر مكنت المعارضين المسلحين من قطع الطريق السريعة الرئيسية المستخدمة من الجيش لاستقدام تعزيزات.

وقال رائد منديل، وهو احد قائدين للمقاتلين المعارضين في المنطقة، "بدأنا اليوم الهجوم الحاسم على المعسكر، وسنسيطر عليه"، وذلك على بعد 500 متر من المعسكر الاكبر في المنطقة، والذي يضم دبابات وخزانات وقود كبيرة.

ومع انبلاج الفجر بدات مقاتلات في شن غارات على معرة النعمان التي هجرها عدد كبير من سكانها الـ 125 الف. ودمرت احدى الغارات بنايتين ومسجدا ما خلف 44 قتيلا من النساء والاطفال كانوا احتموا بالمكان، بحسب مسعفين. وقال مصدر من المتمردين في المدينة ان بين القتلى 23 طفلا تبلغ اعمارهم بين شهر وتسع سنوات، وست نساء.

وقال احد المسعفين "انتشلنا ما مجموعه 44 جثة من تحت الانقاض، بينها جثث لعدد من الاطفال"، اثر الغارة على هذه المدينة الخاضعة لسيطرة المقاتلين المعارضين والواقعة في محافظة إدلب. وفي مستشفى ميداني شاهد مراسل وكالة فرانس برس 32 جثة بينها جثث ستة اطفال. وبدا الكثير من الجثث مشوها ويصعب التعرف على اصحابها.

وبين القتلى طفلان احدهما كان يلهو بدراجة. وبدت جثتاهما ممزقتين. وحاول مسلحون معارضون، بلا جدوى، اسقاط الطائرات برشاشات ثقيلة. وتم الاربعاء اسقاط مروحية كانت تحلق في سماء المدينة. واشار المصدر الى ان خمسة اشخاص قتلوا ايضا مساء الخميس في قصف المدفعية على حي بشمال معرة النعمان، بالقرب من مقر البلدية ما يرفع الحصيلة الاجمالية ليوم الخميس الى 49 قتيلا على الاقل.

وقال ان قصف الطيران توقف ليلا ولكن قصف الصواريخ استمر حتى الساعة 1,00 من فجر الجمعة بالتوقيت المحلي (10,00 تغ الخميس). وعند مشارف المدينة اعلن المسلحون المعارضون شن هجومهم الحاسم النهائي على معسكر وادي الضيف الذي يحاصرونه منذ عدة ايام.

ويتحصن نحو 250 جنديا في هذا المسعكر الهام الذي يحتوي على كمية هامة من العتاد العسكري والذخائر ويسيطر على انبوب نفط يزود حلب، بحسب المعارضة. وقتل ستة من جنود المعسكر بحسب المرصد الذي اوضح ان "ما لا يقل عن 2500" مسلح معارض منخرطون في المعركة. وخفت حدة المعارك ليلا. وسجلت معارك في اماكن اخرى من البلاد. وفي حمص (وسط) وحلب (شمال) قصف الجيش العديد من الاحياء، بحسب المرصد.

موسكو تحذر واشنطن

من جانب آخر، حذر المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش، واشنطن من تسليم منظومات دفاع جوي صاروخية لمقاتلين سوريين. ونقلت وسائل إعلام روسية عن لوكاشيفيتش، قوله إن احتمال تسليم الولايات المتحدة منظومات دفاع جوي صاروخية محمولة لمقاتلين سوريين سيكون خطوة خطرة للغاية، قائلاً إن ذلك سيكون في الواقع تسليح "الإرهابيين" الدوليين.

وأوضح لوكاشيفيتش أن تقارير صحافية تحدثت نقلاً عن مصدر سوري مطلع، أن واشنطن قررت تسليم مجموعة من منظومات صواريخ "ستينغر" المحمولة إلى مقاتلين سوريين، مشيراً إلى أن "مصدر هذه المعلومات غير معروف إلاّ أنه يجب أخذها بالحسبان خاصة على خلفية إسقاط مروحيتين حكوميتين في سوريا وتهديدات المعارضة المسلحة بإسقاط طائرات مدنية".

وقال الدبلوماسي الروسي، إن موسكو ستتابع باهتمام التحقيق في حادث تزويد المعارضة السورية بالأسلحة من خلال ميناء الإسكندرونة، مشيراً إلى أن الأنباء حول وصول الأسلحة إلى المعارضة السورية على متن سفينة ليبية من خلال هذا الميناء قد تأكدت.

وشدد لوكاشيفيتش على ضرورة دراسة ملابسات هذا الحادث من قبل لجنة مجلس الأمن الدولي بشأن العقوبات، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للحيلولة دون تكرار مثل هذه المخالفات للشرعية الدولية في المستقبل.
تقرير
مراقبون

الأكثر قراءة - الأكثر مشاركة

شبكة أخبار كيكان - موقع الخبر من موقع الحدث
شارك و انضم الى صفحتنل التفاعلية على الفيس بوك
جريدة كيكان نيوز

شبكة أخبار كيكان. جميع الحقوق محفوظة. - موقع أخباري سياسي كوردي مستقل ناطق باللغة العربية