شبكة أخبار كيكان - تحدثت تقارير صحافية عن أهمية الدور الذي تلعبه القبائل في الصراع السوري، خاصة أنها تمتلك مساحات شاسعة من الأراضي سرقها حزب "البعث" الذي ينتمي اليه الرئيس بشار الأسد.
القاهرة: أبرزت تقارير صحافية اليوم، الدور الحاسم الذي قد تلعبه القبائل في الصراع السوري المشتعل منذ أكثر من عام ونصف بين قوات الأسد النظامية والثوار في كافة أرجاء البلاد، وسط تصاعد في حدة القتال، وتزايد في أعداد القتلى والمصابين واللاجئين.
وأشارت في هذا الصدد مجلة التايم الأميركية إلى الأهمية التي تحظى بها تلك القبائل، مشيرةً إلى مساحات الأراضي التي كانت تمتلكها بعضها قبل أن يستولي عليها حزب البعث الذي ينتمي إليه الرئيس ويحكم البلاد طوال العقود الخمسة الماضية.
ونقلت المجلة عن واحد من أصحاب تلك الأراضي السابقين ويدعى عبد العزيز غانم قوله: "من الصعب أن نكون متواجدين على تلك المسافة القريبة للغاية من أرضنا ونرى آخرين فيها". ثم تحدث بعدها بكل فخر عن ثاني أصغر أبنائه وهو عبد الله، 25 عاماً، الذي يقود الآن وحدة من الجيش السوري الحر يطلق عليها اسم "أحرار الفرات".
ومضى غانم يقول إنه يدرك إن الدور الذي يقوم به نجله، والمظالم التاريخية التي تعرضت لها أسرته، قد تركت كثيرين من جيرانه في حالة من القلق تجاه الثورة وما قد يعقبها.
وأضاف "يعتقد الناس أنه ونظراً إلى أن ابني متواجد في الجيش الحر أننا سنسترد تلك الأرض بالقوة. ونحن لن نفعل ذلك. بل سنذهب يوماً ما إلى المحاكم من أجل استردادها".
ورغم حالة الجفاف التي استمرت على مدار سنوات، إلا أن تلك المنطقة التي تعرف بالجزيرة لا تزال هي العمود الفقري على الصعيد الزراعي بالنسبة لسوريا، بما تنتجه من محاصيل كالقطن والقمح والبقول وأشياء أخرى، كما أنها تعتبر مصدراً رئيسياً بالنسبة للماشية، وهي كذلك موطن لكثير من احتياطات الغاز والنفط في البلاد.
وعلى الرغم من أهمية تلك المنطقة من الناحية الاقتصادية، إلا أن سكانها من القبائل العربية والأكراد لطالما تعرضوا لحالة من الحرمان. وقد سافر كثير من أبناء المنطقة إلى الخليج والأردن ولبنان وأماكن أخرى لأسباب اقتصادية.
بالإضافة لعدم تمتع المنطقة بنفس خدمات البني التحتية المتوافرة في مناطق أخرى بالبلاد. فلا توجد إنارة بالشوارع، على سبيل المثال، بطول الجزء الممتد بأكمله من الحدود التركية وحتى القرية التي يقيم فيها غانم، ليس لعدم وجود كهرباء، وإنما لعدم وجود أعمدة إنارة بطول أحد جانبي الطريق. هذا إلى جانب مشكلة المياه الكبرى.
وبالنظر إلى هذا كله، أوضحت المجلة أن تلك المنطقة بمقدورها على ما يبدو إشعال أي ثورة محتدمة ضد النظام، لكن هذا ليس السائد في أرجاء المنطقة.
وأعقبت التايم بنقلها عن ابن عم غانم، وهو شخص يدعى عمر غانم قوله: "قام حزب البعث في الماضي بتوزيع الأراضي على الأفراد المرتبطين به، وبالتالي لمن كان ولاؤهم له ؟ ورغم أن كثيرين من هؤلاء الأشخاص كانوا أفراد قبيلتنا، إلا أن ولاءهم كان لحزب البعث. وربما يكون تخوفهم الأول هو أنه في حالة سقوط النظام، فإن الأراضي ستعود لأصحابها الحقيقيين. ونحن نريد حقوقنا وبالفعل سنسعى للحصول عليها من خلال القانون. فثورتنا هي ثورة من أجل العدالة والكرامة، وليست من اجل الأراضي، لكن إن كان بمقدور القانون أن يعيد لنا أراضينا، فلم لا؟".
ثم أشارت التايم إلى أن سياسات حزب البعث الاجتماعية في المنطقة لم تقتصر على الإصلاح الزراعي، حيث كسرت في كثير من الحالات التسلسل الهرمي القبلي التقليدي.
وقال فراج، 33 عاماً، من قبيلة الولدة :" اتضح للناس أنه إذا كنت تريد فعل الأشياء، فعليك أن تعتمد على الناس الموجودين في القبيلة ويعرفهم النظام ويتعاون معهم، وليس على القادة التقليديين. فقد تحولت القوة والنفوذ بداخل القبيلة".
ومضت التايم تلفت إلى أن بعضاً من أفراد قبيلة غانم ليسوا مع الجيش السوري الحر، ونقلت عن أحدهم ويدعى أبو باسم، وقد فقد ابنه الذي كان يحارب مع هذا الجيش، قوله " لم يمت ابني في حمص ؟ ونحن لسنا من حمص. وقد تحولت الثورة إلى عصابات مسلحة. وبينما يموت الأخيار، لم يعد أمامنا نحن سوى ما يطلق عليه الجيش الحر. يطلق عليه، هذا هو رأيي فيهم. وليست هناك مساءلة أو محاسبة".
في سياق متصل، أوضحت التايم في تقرير آخر أن الشيخ نواف البشير، زعيم قبيلة البقارة من دير الزور، وعضو سابق في البرلمان، كان واحداً من أبرز قادة القبائل الذين انشقوا علانيةً عن النظام في كانون الثاني (يناير). ورغم ارتباطه قبلياً بالعراق، إلا أنه لاذ بالفرار إلى تركيا، بناءً على نصيحة الزعيم القبلي للبقارة في العراق.
ثم نوهت المجلة إلى أن قبيلة البقارة يوجد فيها حوالي 1.2 مليون فرد، وأنهم منتشرون في أماكن ممتدة من سوريا حتى العراق، وأنها واحدة من أكبر القبائل في سوريا.
وأشارت المجلة إلى وجود قبيلة أخرى تعرف بالعقيدات، يعتقد أنها تضم حوالي 1.5 مليون فرد، وتربطها صلات قرابة بالمملكة العربية السعودية والكويت. وهناك قبائل صغيرة يتراوح عدد أفرادها بين 10 و50 ألف عضو. وأكدت التايم أن تلك التجمعات القبلية تشكل مصادر قوة كبرى، دويلات إن جاز التعبير، ويمكن استغلال الروابط القبلية لإقامة قنوات اتصال ووصول إلى القوى الأجنبية في المنطقة وخاصة الخليج.
ومعروف أن الشيخ نواف كان من المعارضين للأسد منذ سنوات، وتم استجوابه 76 مرة خلال عامين ونصف، وكانت واقعة استجوابه للمرة الـ 77 هي الأسوأ والأخيرة، حيث تم اعتقاله في أواخر تموز (يوليو) وأوائل آب (أغسطس) عام 2011، وتم احتجازه لمدة 72 يوماً، ثم أطلق سراحه في الأخير، شريطة أن يظهر على شاشة التلفزيون الرسمي ليمتدح الرئيس ويحث رجال قبيلته منحه فرصة للإصلاح.
وخلال تواجده في تركيا، أقدم نواف على تشكيل هيئة عرفت باسم القبائل الحرة، وهي الهيئة التي تحولت في نيسان (أبريل) الماضي إلى المجلس القبلي. ورغم كل هذه الصعاب التي يواجهها، إلا أنه مازال يؤكد أنه لم يُقهَر، وأنه مستمر في نضاله.
القاهرة: أبرزت تقارير صحافية اليوم، الدور الحاسم الذي قد تلعبه القبائل في الصراع السوري المشتعل منذ أكثر من عام ونصف بين قوات الأسد النظامية والثوار في كافة أرجاء البلاد، وسط تصاعد في حدة القتال، وتزايد في أعداد القتلى والمصابين واللاجئين.
وأشارت في هذا الصدد مجلة التايم الأميركية إلى الأهمية التي تحظى بها تلك القبائل، مشيرةً إلى مساحات الأراضي التي كانت تمتلكها بعضها قبل أن يستولي عليها حزب البعث الذي ينتمي إليه الرئيس ويحكم البلاد طوال العقود الخمسة الماضية.
ونقلت المجلة عن واحد من أصحاب تلك الأراضي السابقين ويدعى عبد العزيز غانم قوله: "من الصعب أن نكون متواجدين على تلك المسافة القريبة للغاية من أرضنا ونرى آخرين فيها". ثم تحدث بعدها بكل فخر عن ثاني أصغر أبنائه وهو عبد الله، 25 عاماً، الذي يقود الآن وحدة من الجيش السوري الحر يطلق عليها اسم "أحرار الفرات".
ومضى غانم يقول إنه يدرك إن الدور الذي يقوم به نجله، والمظالم التاريخية التي تعرضت لها أسرته، قد تركت كثيرين من جيرانه في حالة من القلق تجاه الثورة وما قد يعقبها.
وأضاف "يعتقد الناس أنه ونظراً إلى أن ابني متواجد في الجيش الحر أننا سنسترد تلك الأرض بالقوة. ونحن لن نفعل ذلك. بل سنذهب يوماً ما إلى المحاكم من أجل استردادها".
ورغم حالة الجفاف التي استمرت على مدار سنوات، إلا أن تلك المنطقة التي تعرف بالجزيرة لا تزال هي العمود الفقري على الصعيد الزراعي بالنسبة لسوريا، بما تنتجه من محاصيل كالقطن والقمح والبقول وأشياء أخرى، كما أنها تعتبر مصدراً رئيسياً بالنسبة للماشية، وهي كذلك موطن لكثير من احتياطات الغاز والنفط في البلاد.
وعلى الرغم من أهمية تلك المنطقة من الناحية الاقتصادية، إلا أن سكانها من القبائل العربية والأكراد لطالما تعرضوا لحالة من الحرمان. وقد سافر كثير من أبناء المنطقة إلى الخليج والأردن ولبنان وأماكن أخرى لأسباب اقتصادية.
بالإضافة لعدم تمتع المنطقة بنفس خدمات البني التحتية المتوافرة في مناطق أخرى بالبلاد. فلا توجد إنارة بالشوارع، على سبيل المثال، بطول الجزء الممتد بأكمله من الحدود التركية وحتى القرية التي يقيم فيها غانم، ليس لعدم وجود كهرباء، وإنما لعدم وجود أعمدة إنارة بطول أحد جانبي الطريق. هذا إلى جانب مشكلة المياه الكبرى.
وبالنظر إلى هذا كله، أوضحت المجلة أن تلك المنطقة بمقدورها على ما يبدو إشعال أي ثورة محتدمة ضد النظام، لكن هذا ليس السائد في أرجاء المنطقة.
وأعقبت التايم بنقلها عن ابن عم غانم، وهو شخص يدعى عمر غانم قوله: "قام حزب البعث في الماضي بتوزيع الأراضي على الأفراد المرتبطين به، وبالتالي لمن كان ولاؤهم له ؟ ورغم أن كثيرين من هؤلاء الأشخاص كانوا أفراد قبيلتنا، إلا أن ولاءهم كان لحزب البعث. وربما يكون تخوفهم الأول هو أنه في حالة سقوط النظام، فإن الأراضي ستعود لأصحابها الحقيقيين. ونحن نريد حقوقنا وبالفعل سنسعى للحصول عليها من خلال القانون. فثورتنا هي ثورة من أجل العدالة والكرامة، وليست من اجل الأراضي، لكن إن كان بمقدور القانون أن يعيد لنا أراضينا، فلم لا؟".
ثم أشارت التايم إلى أن سياسات حزب البعث الاجتماعية في المنطقة لم تقتصر على الإصلاح الزراعي، حيث كسرت في كثير من الحالات التسلسل الهرمي القبلي التقليدي.
وقال فراج، 33 عاماً، من قبيلة الولدة :" اتضح للناس أنه إذا كنت تريد فعل الأشياء، فعليك أن تعتمد على الناس الموجودين في القبيلة ويعرفهم النظام ويتعاون معهم، وليس على القادة التقليديين. فقد تحولت القوة والنفوذ بداخل القبيلة".
ومضت التايم تلفت إلى أن بعضاً من أفراد قبيلة غانم ليسوا مع الجيش السوري الحر، ونقلت عن أحدهم ويدعى أبو باسم، وقد فقد ابنه الذي كان يحارب مع هذا الجيش، قوله " لم يمت ابني في حمص ؟ ونحن لسنا من حمص. وقد تحولت الثورة إلى عصابات مسلحة. وبينما يموت الأخيار، لم يعد أمامنا نحن سوى ما يطلق عليه الجيش الحر. يطلق عليه، هذا هو رأيي فيهم. وليست هناك مساءلة أو محاسبة".
في سياق متصل، أوضحت التايم في تقرير آخر أن الشيخ نواف البشير، زعيم قبيلة البقارة من دير الزور، وعضو سابق في البرلمان، كان واحداً من أبرز قادة القبائل الذين انشقوا علانيةً عن النظام في كانون الثاني (يناير). ورغم ارتباطه قبلياً بالعراق، إلا أنه لاذ بالفرار إلى تركيا، بناءً على نصيحة الزعيم القبلي للبقارة في العراق.
ثم نوهت المجلة إلى أن قبيلة البقارة يوجد فيها حوالي 1.2 مليون فرد، وأنهم منتشرون في أماكن ممتدة من سوريا حتى العراق، وأنها واحدة من أكبر القبائل في سوريا.
وأشارت المجلة إلى وجود قبيلة أخرى تعرف بالعقيدات، يعتقد أنها تضم حوالي 1.5 مليون فرد، وتربطها صلات قرابة بالمملكة العربية السعودية والكويت. وهناك قبائل صغيرة يتراوح عدد أفرادها بين 10 و50 ألف عضو. وأكدت التايم أن تلك التجمعات القبلية تشكل مصادر قوة كبرى، دويلات إن جاز التعبير، ويمكن استغلال الروابط القبلية لإقامة قنوات اتصال ووصول إلى القوى الأجنبية في المنطقة وخاصة الخليج.
ومعروف أن الشيخ نواف كان من المعارضين للأسد منذ سنوات، وتم استجوابه 76 مرة خلال عامين ونصف، وكانت واقعة استجوابه للمرة الـ 77 هي الأسوأ والأخيرة، حيث تم اعتقاله في أواخر تموز (يوليو) وأوائل آب (أغسطس) عام 2011، وتم احتجازه لمدة 72 يوماً، ثم أطلق سراحه في الأخير، شريطة أن يظهر على شاشة التلفزيون الرسمي ليمتدح الرئيس ويحث رجال قبيلته منحه فرصة للإصلاح.
وخلال تواجده في تركيا، أقدم نواف على تشكيل هيئة عرفت باسم القبائل الحرة، وهي الهيئة التي تحولت في نيسان (أبريل) الماضي إلى المجلس القبلي. ورغم كل هذه الصعاب التي يواجهها، إلا أنه مازال يؤكد أنه لم يُقهَر، وأنه مستمر في نضاله.