شبكة أخبار كيكان - هذه المقالة نشرتها جريدة "فرونتبيج" الأميركية. تخص المقالة الشأن السوري، فيما يتعلق بإدارة أوباما المتعاونة مع حكومة أردوغان؛ وذلك من وجهة نظر كاتب المقالة (جوزيف بودر)؛ حيث يعرض فيها بعض الحقائق حيال العلاقة الوثيقة بين إدارة أوباما وأردوغان. نظرا لأهميتها قامت هيئة كردناس بالتصرف في ترجمتها من الإنكليزية.
كتبت كبرى الصحف التركية "حريت" اليومية في 31 تموز2012 حول زيارة مسؤول أمريكي رفيع المستوى إلى تركيا قوله: أن واشنطن لا تتوقع إقامة حكم ذاتي للمناطق الكردية في سوريا، وأنهم يفضلون الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وعدم تجزئتها. وقال، فيليب غوردون، وهو مساعد وزيرة الخارجية لشؤون أوربا وآسيا، في زيارة لإسطنبول أن الأمريكان ليسوا مع إعطاء حكم ذاتي للمناطق الكردية هناك في المستقبل، مضيفا أنهم يفضلون وحدة الأراضي السورية وأكد ذلك بشكل واضح. أضاف غوردون بأن: سوريا ذات أولوية كبيرة لكل منا (لأمريكا وتركيا). فنحن نتعاون في المسألة السورية. أن لدينا مصالح متماثلة. وفي نفس اليوم أعلنت رويتر في محادثة تلفونية أن الرئيس أوباما قد بادر رفيقه (الملتزم معه)، رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، بالحديث عن التعامل مع الأزمة السورية. وقد ناقشا في المحادثة سبل التعاون لتسريع عملية الانتقال السياسي في سوريا، وهذا يشمل رحيل نظام الأسد، وتحقيق المطالب الشرعية للشعب السوري. إن إدارة أوباما تدعم المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر اللذان يضمان عناصر من تنظيم الإخوان المسلمين ذات الصوت المهيمن. هذا الدعم يتناسب تماما مع حزب أردوغان "العدالة والتنمية" الذي ألهم الأحزاب الإسلامية الصعود إلى القيادة في كل من تونس ومصر. بالنسبة لأردوغان أن فكرة إقامة منطقة كردية مستقلة ضمن سوريا فدرالية هي من المحرمات، وهو يسعى إلى إفشال الجهود الرامية إلى إنشاء منطقة حكم ذاتي للأكراد، مخافة أن يؤدي ذلك إلى مطالب مماثلة من قبل ما يزيد عن 20 مليون من أكراد تركيا.
من طرف آخر إن توحيد الفصائل الكردية السورية في منتصف تموز تحت رعاية الرئيس مسعود برزاني وتشكيل هيئة كردية عليا وتسيطرة، حاليا، على رقعة واسعة من مناطق الحدود مع تركيا، هو بمباركة من أوباما وتركيا أردوغان الإسلامية، بغية إعادة الاعتبار للأكراد كعنصر مهم في مستقبل سوريا. وإلى وقت قريب كان نظام بشار العلوي والمعارضة العربية السنية يُعتبران وحدهما الطرفان المتصارعان للحصول على سوريا الموحدة. لكن الخطوات العملية المتخذة مؤخرا من قبل الأكراد (3 مليون في سوريا) والذين لم يدعموا بعد أي من طرفي الصراع، يفتح إمكانيات حل ثالث للأزمة السورية، أي سوريا فدرالية، تضمن فيها حقوق مكونات النسيج السوري: الأكراد والعلويين والمسيحيين و الدروز.
ويجب التنويه هنا على أن إنشاء الهيئة العليا الكردية هي نتيجة لجهود مسعود البرزاني كتهدئة لكل من أوباما وأردوغان اللذان يسعيان إلى تنفيذ الأجندة العربية السنية (مدعومان من قطر والسعودية) إضافة إلى تحقيق مصالح تركيا، وفي نفس الوقت، لكي يسيطروا على أكراد سوريا ويمنعوا قيام سوريا فدرالية، أو منطقة حكم ذاتي للأكراد. وحسب شيركو عباس، رئيس المجلس الوطني الكردستاني - سوريا إن أكراد سوريا مستاؤون من تدخلات الحكومات المجاورة: تركيا والعراق وإيران علاوة على تدخل كردها في شؤوننا. يضيف عباس بخصوص كرد سوريا: "نحن نرفض أي اتفاق أقل من الفدرالية، ولا نقبل وصاية أحد علينا".
وجدير ذكره هنا أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التقت في شهر كانون الأول من عام 2011 مع أعضاء من المجلس الوطني السوري في جنيف بسويسرا في اجتماع صادق عليه الرئيس أوباما وتغيب عن ذلك الاجتماع أعضاء الائتلاف الديمقراطي السوري، وهذا الائتلاف يضم مغتربين سوريين بينهم شيركو عباس، وهم يعارضون نظام الأسد ويسعون لإنشاء سوريا علمانية، ديمقراطية وفدرالية، تتمثل فيها تماما كل المكونات السورية. والسؤال هو لماذا تم إقصاء هذه المجموعة من السوريين الديمقراطيين، السؤال الذي يمكن أن يكون موضوعا لجلسات استماع من قبل الكونغرس. وفي السنة الثانية من إدارة أوبا بصدد ميوله الداعمة للمسلمين في مقالة افتتاحية نشرتها جريدة "حريت" التركية اليومية في نيسان من عام 2009 ، والتي علقت على خطاب أوباما أمام البرلمان التركي، أثناء أول زيارة خارجية له، بقولها:"ولكن الجانب اللافت للنظر فيها هو أن لياقته وتألقه انسجما تماما مع نصه الجميل وخاصة عندما تكلم عن مساهمات المسلمين في الولايات المتحدة، وقد عَدّ أوباما نفسه جزءا من المجتمع الإسلامي الذي يعيش في أمريكا مدعيا أنه مسلم باستخدامه اسمه الوسط "حسين"، وكانت هذه المناسبة إشارة مخلصة للتقرب من العالم الإسلامي". وفي نفس الخطاب ارتقى أوباما بالعلاقات الأمريكية التركية من الشراكة الإستراتيجية إلى شراكة نموذجية. وبحسب صحيفة "حريت" فقد شدد أوباما على أهمية تركيا ليس فقط لأمريكا، بل أيضا للعالم. ومضى بالقول أن تركيا سوف يُنظر إليها كواحدة من أهم دول العالم، وسوف تُعامل على هذا الأساس. تضيف الجريدة ذاتها بأن أمريكا وتركيا تبنيان هذا النوع من الشراكة في سبيل التعاون المشترك والتضامن بغية حل قضايا العالم.
إن صديق أوباما وشريكه الموثوق أردوغان لديه خلفية مثيرة. فقد أدانته محكمة تركية في عام 1998 بتهمة التحريض الديني على الكراهية ومُنع من الخدمة في البرلمان ومن الخدمة كرئيس وزراء في أعقاب انتصار الحزب الإسلامي"آك" في شهر تشرين ثاني من عام 2002 . وقد قام أردوغان متعمدا بإثارة التوتر بين العلاقات الإسرائيلية التركية، وهو من يقف وراء النشاطات الاستفزازية لحادثة مافي مرمره (أسطول غزة) في أيار عام 2010 مستخدما إياها بتملق لكسب رضا العالم العربي؛ وذلك بدعمه منظمة حماس الإسلامية الإرهابية في غزة ضد إسرائيل. والمراقب لتعابير وجه أوباما، أثناء مؤتمره الصحفي في 25 أيار 2012 مع أردوغان، يصدم برؤية الدفء الاستثنائي والابتسامات العريضة، وكذلك العبارات الكلامية الواضحة لدعم الغارات التركية على شمال العراق لملاحقة مليشيات الـ" ب. ك. ك.". إن شكل ومضمون المحادثات الثنائية مع أردوغان تناقض بشكل صارخ شكل ومضمون محادثات أوباما مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عدا عن الابتذال. حيث لم يعطِ أوباما إسرائيلَ نفس الضوء لملاحقة إرهابيي حماس في غزة كما أعطى لتركيا تعقبَ الأكرادِ في العراق. لقد قامت إدارة أوباما بتشييد علاقات قوية مع حركات الإخوان المسلمين في كل من مصر وتونس. حيث في مصر قامت بالضغط على المجلس العسكري لتسليم مقاليد السلطة إلى الرئيس مرسي، القائد الإخواني والمنتخب حديثا. وفوق كل شيء فأوباما ينسجم مع أردوغان في التفكير والمصالح المشتركة. وقد أهمل أوباما على سبيل المثال أن ما بحوزة الإخوان المسلمين في مصر (يشكل خطرا على المسيحيين الأقباط، وعلى معاهدة السلام مع إسرائيل)، ويسعى الآن لكبح طموحات الأكراد في سوريا.
المقال بالانكليزية
http://frontpagemag.com/2012/joseph-puder/the-obama-erdogan-alliance/
كتبت كبرى الصحف التركية "حريت" اليومية في 31 تموز2012 حول زيارة مسؤول أمريكي رفيع المستوى إلى تركيا قوله: أن واشنطن لا تتوقع إقامة حكم ذاتي للمناطق الكردية في سوريا، وأنهم يفضلون الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وعدم تجزئتها. وقال، فيليب غوردون، وهو مساعد وزيرة الخارجية لشؤون أوربا وآسيا، في زيارة لإسطنبول أن الأمريكان ليسوا مع إعطاء حكم ذاتي للمناطق الكردية هناك في المستقبل، مضيفا أنهم يفضلون وحدة الأراضي السورية وأكد ذلك بشكل واضح. أضاف غوردون بأن: سوريا ذات أولوية كبيرة لكل منا (لأمريكا وتركيا). فنحن نتعاون في المسألة السورية. أن لدينا مصالح متماثلة. وفي نفس اليوم أعلنت رويتر في محادثة تلفونية أن الرئيس أوباما قد بادر رفيقه (الملتزم معه)، رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، بالحديث عن التعامل مع الأزمة السورية. وقد ناقشا في المحادثة سبل التعاون لتسريع عملية الانتقال السياسي في سوريا، وهذا يشمل رحيل نظام الأسد، وتحقيق المطالب الشرعية للشعب السوري. إن إدارة أوباما تدعم المجلس الوطني السوري والجيش السوري الحر اللذان يضمان عناصر من تنظيم الإخوان المسلمين ذات الصوت المهيمن. هذا الدعم يتناسب تماما مع حزب أردوغان "العدالة والتنمية" الذي ألهم الأحزاب الإسلامية الصعود إلى القيادة في كل من تونس ومصر. بالنسبة لأردوغان أن فكرة إقامة منطقة كردية مستقلة ضمن سوريا فدرالية هي من المحرمات، وهو يسعى إلى إفشال الجهود الرامية إلى إنشاء منطقة حكم ذاتي للأكراد، مخافة أن يؤدي ذلك إلى مطالب مماثلة من قبل ما يزيد عن 20 مليون من أكراد تركيا.
من طرف آخر إن توحيد الفصائل الكردية السورية في منتصف تموز تحت رعاية الرئيس مسعود برزاني وتشكيل هيئة كردية عليا وتسيطرة، حاليا، على رقعة واسعة من مناطق الحدود مع تركيا، هو بمباركة من أوباما وتركيا أردوغان الإسلامية، بغية إعادة الاعتبار للأكراد كعنصر مهم في مستقبل سوريا. وإلى وقت قريب كان نظام بشار العلوي والمعارضة العربية السنية يُعتبران وحدهما الطرفان المتصارعان للحصول على سوريا الموحدة. لكن الخطوات العملية المتخذة مؤخرا من قبل الأكراد (3 مليون في سوريا) والذين لم يدعموا بعد أي من طرفي الصراع، يفتح إمكانيات حل ثالث للأزمة السورية، أي سوريا فدرالية، تضمن فيها حقوق مكونات النسيج السوري: الأكراد والعلويين والمسيحيين و الدروز.
ويجب التنويه هنا على أن إنشاء الهيئة العليا الكردية هي نتيجة لجهود مسعود البرزاني كتهدئة لكل من أوباما وأردوغان اللذان يسعيان إلى تنفيذ الأجندة العربية السنية (مدعومان من قطر والسعودية) إضافة إلى تحقيق مصالح تركيا، وفي نفس الوقت، لكي يسيطروا على أكراد سوريا ويمنعوا قيام سوريا فدرالية، أو منطقة حكم ذاتي للأكراد. وحسب شيركو عباس، رئيس المجلس الوطني الكردستاني - سوريا إن أكراد سوريا مستاؤون من تدخلات الحكومات المجاورة: تركيا والعراق وإيران علاوة على تدخل كردها في شؤوننا. يضيف عباس بخصوص كرد سوريا: "نحن نرفض أي اتفاق أقل من الفدرالية، ولا نقبل وصاية أحد علينا".
وجدير ذكره هنا أن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التقت في شهر كانون الأول من عام 2011 مع أعضاء من المجلس الوطني السوري في جنيف بسويسرا في اجتماع صادق عليه الرئيس أوباما وتغيب عن ذلك الاجتماع أعضاء الائتلاف الديمقراطي السوري، وهذا الائتلاف يضم مغتربين سوريين بينهم شيركو عباس، وهم يعارضون نظام الأسد ويسعون لإنشاء سوريا علمانية، ديمقراطية وفدرالية، تتمثل فيها تماما كل المكونات السورية. والسؤال هو لماذا تم إقصاء هذه المجموعة من السوريين الديمقراطيين، السؤال الذي يمكن أن يكون موضوعا لجلسات استماع من قبل الكونغرس. وفي السنة الثانية من إدارة أوبا بصدد ميوله الداعمة للمسلمين في مقالة افتتاحية نشرتها جريدة "حريت" التركية اليومية في نيسان من عام 2009 ، والتي علقت على خطاب أوباما أمام البرلمان التركي، أثناء أول زيارة خارجية له، بقولها:"ولكن الجانب اللافت للنظر فيها هو أن لياقته وتألقه انسجما تماما مع نصه الجميل وخاصة عندما تكلم عن مساهمات المسلمين في الولايات المتحدة، وقد عَدّ أوباما نفسه جزءا من المجتمع الإسلامي الذي يعيش في أمريكا مدعيا أنه مسلم باستخدامه اسمه الوسط "حسين"، وكانت هذه المناسبة إشارة مخلصة للتقرب من العالم الإسلامي". وفي نفس الخطاب ارتقى أوباما بالعلاقات الأمريكية التركية من الشراكة الإستراتيجية إلى شراكة نموذجية. وبحسب صحيفة "حريت" فقد شدد أوباما على أهمية تركيا ليس فقط لأمريكا، بل أيضا للعالم. ومضى بالقول أن تركيا سوف يُنظر إليها كواحدة من أهم دول العالم، وسوف تُعامل على هذا الأساس. تضيف الجريدة ذاتها بأن أمريكا وتركيا تبنيان هذا النوع من الشراكة في سبيل التعاون المشترك والتضامن بغية حل قضايا العالم.
إن صديق أوباما وشريكه الموثوق أردوغان لديه خلفية مثيرة. فقد أدانته محكمة تركية في عام 1998 بتهمة التحريض الديني على الكراهية ومُنع من الخدمة في البرلمان ومن الخدمة كرئيس وزراء في أعقاب انتصار الحزب الإسلامي"آك" في شهر تشرين ثاني من عام 2002 . وقد قام أردوغان متعمدا بإثارة التوتر بين العلاقات الإسرائيلية التركية، وهو من يقف وراء النشاطات الاستفزازية لحادثة مافي مرمره (أسطول غزة) في أيار عام 2010 مستخدما إياها بتملق لكسب رضا العالم العربي؛ وذلك بدعمه منظمة حماس الإسلامية الإرهابية في غزة ضد إسرائيل. والمراقب لتعابير وجه أوباما، أثناء مؤتمره الصحفي في 25 أيار 2012 مع أردوغان، يصدم برؤية الدفء الاستثنائي والابتسامات العريضة، وكذلك العبارات الكلامية الواضحة لدعم الغارات التركية على شمال العراق لملاحقة مليشيات الـ" ب. ك. ك.". إن شكل ومضمون المحادثات الثنائية مع أردوغان تناقض بشكل صارخ شكل ومضمون محادثات أوباما مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عدا عن الابتذال. حيث لم يعطِ أوباما إسرائيلَ نفس الضوء لملاحقة إرهابيي حماس في غزة كما أعطى لتركيا تعقبَ الأكرادِ في العراق. لقد قامت إدارة أوباما بتشييد علاقات قوية مع حركات الإخوان المسلمين في كل من مصر وتونس. حيث في مصر قامت بالضغط على المجلس العسكري لتسليم مقاليد السلطة إلى الرئيس مرسي، القائد الإخواني والمنتخب حديثا. وفوق كل شيء فأوباما ينسجم مع أردوغان في التفكير والمصالح المشتركة. وقد أهمل أوباما على سبيل المثال أن ما بحوزة الإخوان المسلمين في مصر (يشكل خطرا على المسيحيين الأقباط، وعلى معاهدة السلام مع إسرائيل)، ويسعى الآن لكبح طموحات الأكراد في سوريا.
المقال بالانكليزية
http://frontpagemag.com/2012/joseph-puder/the-obama-erdogan-alliance/
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
شارك معنا برأيك