شبكة أخبار كيكان - لقد كان فارس التمو وراء استقالة هرفين التنظيمية حيث أصدر فارس بياناً اتهم فيه هرفين بسرقة حاجيات والده وهدد بتقديمها إلى المحاكمة....
أجرى الزميل هيمين مرعي لقاءاً مع الأستاذ ريزان شيخموس رئيس مكتب العلاقات العامة في تيار المستقبل الكوردي في سوريا وإليكم النص الكامل للحوار :
ريزان شيخموس:
- رئيس مكتب العلاقات العامة في تيار المستقبل الكوردي في سوريا
- مواليد قبورالبيض (تربه سبي) 1961
- حاصل على شهادة الهندسة الكهربائية
في أول الحديث بدايتك الحزبية والنضال الحزبي مع الشهيد مشعل تمو :
بدأت العمل الحزبي عام 1978 في حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا أصبحت عضواً في اللجنة المركزية عام 1991 برفقة الشهيد مشعل التمو وتركنا الحزب سوياً عام 2000 بعد انسداد كل الطرق أمام طموحنا السياسي ودون العمل في إحداث أي شرخ في هذا الحزب وفي 29 / 5 / 2005 أسسنا تيار المستقبل الكوردي في سوريا وانتخب الشهيد مشعل التمو ناطقاً رسمياً للتيار .
تأسس تيار المستقبل بعد الانتفاضة الكوردية الباسلة في آذار 2004 وكان هدفكم استقطاب الجيل الكوردي الشاب, ما مدى نجاحكم في المهمة الرئيسية التي حددتموها في بداية التأسيس.
جـ 1- تأسس تيار المستقبل الكوردي في سوريا بتاريخ 29/5/2005 كحاضنة للأفكار والآراء المغايرة لما هو قائم, ممن لم تستطع الحركة الحزبية الكلاسيكية استيعابه تنظيميا؛ بهدف خلق تيار فاعل ميدانياً يستجيب لاحتياجات النضال الكوردي في المرحلة الراهنة بعد أن فشل الآباء في تحقيق أي تقدم أو تجسيد لمعاني ودلالات الشعب الكوردي الرمزية، رغم استنادها على ارث عظيم وتاريخ عريق ورأسمال رمزي لم تمتلكه الحركات التحررية الأخرى، وقد كان السبب الرئيس في عدم انخراطنا فيما هو قائم من أحزاب وتشكيل حالة سياسية جديدة بكل معانيها ودلالاتها، انتفاضة آذار 2004 وما جسدته من قيم ودلالات في وجدان الشباب الكوردي الذي لم يجد غطاءً سياسياً لتحركاته العملية والميدانية، ورغم كل ما واجهه التيار من عراقيل وصعوبات، فقد استطاع أن ينجز الكثير سياسياً في فترة وجيزة لديناميكيته العملية ورؤيته السياسية الشفافة واستقلالية قراره السياسي, مما جعله يحتل موقعاً مهماً في الحراك الكوردي والسوري العام.
نجح الشهيد مشعل التمو في ضم عدد لا بأس به من الشخصيات الكوردية المستقيلة من أحزابها, لكن ما لبث إن انفك الكثير منهم فرادى وجماعات, من صفوف التيار, ما أسباب ودوافع هجرة هؤلاء للتيار؟
جـ 2- لكل ظروفه وأسبابه لكنني أعتقد بأن هناك أسباب أخرى جعل البعض يغادر سريعاً ويبتعد عن الحقل التنظيمي, لكنه بقي إلى جانب التيار في فكره وممارسته, وأهم تلك الأسباب هو الخط الراديكالي المعارض للنظام في الوقت الذي كانت جدران الرعب مرفوعة, وحدوث بعض الأخطاء التنظيمية.
كانت بداياتكم على شكل تيار غير سياسي حسب ما أدلى به البعض من المغادرين للتيار, ما الضرورة في انخراطكم في الوسط والمشهد السياسي الكوردي؟
جـ 3- أينما كان الكوردي تكون السياسة، ومن هذا المنطلق مارس أعضاء التيار العمل السياسي، كبشر لهم رأي في كل ما يحدث إلى جانبهم، رغم المهمة المعرفية والتنويرية التي نذروا أنفسهم لها، بعيداً عن الدوغما الحزبية والجمود العقائدي والايدولوجيا القومية, وإن استشهاد شيخ الشهداء معشوق الخزنوي بعد تأسيس تيار المستقبل بيومان فقط, والأحداث السياسية المتلاحقة والمتسارعة بعد ذلك دفع بأعضاء التيار بالعمل السياسي المباشر والابتعاد نسبياً عن المحاور الأساسية التي نشأ التيار من أجلها .
الخطابات النارية للشهيد مشعل التمو في المناسبات القومية, كانت العامل الأساس في تجمع عدد لا بأس به من الشباب حولكم, وبسبب مواقفه من النظام ومطالبته المستمرة بالعمل من أجل إسقاط النظام قبل الثورة, تعرض الشهيد لمضايقات واعتقالات كانت آخرها في 2008, هل استطاعت قيادة التيار بعد استشهاد مشعل التمو أن يملئ الفراغ بعده؟
جـ 4- قيادة التيار الحالية فيها من الانسجام والتفاهم ما يؤهلها لملء الفراغ الناشئ بعد استشهاد مشعل ولنا في تجربة سجنه عبرة قوية رغم الإمكانيات الكبيرة التي كان يمتاز بها القائد الشهيد.
الثورة فرضت على الكل توحيد الموقف والخطاب السياسي الكوردي, ما هو دوركم في هذا الاتجاه؟
جـ 5- لعبنا دوراً مهماً في توحيد الموقف والخطاب الكوردي فقد أسسنا لجنة التنسيق الكوردية مع كل من حزبي يكيتي وآزادي, وقمنا معا بالعديد من الاعتصامات والاحتجاجات والتظاهرات السلمية, والعديد منها في قلب دمشق، رغم كل القمع الذي كان يمارسه النظام آنذاك, في وقت كان فيه الآخرون يكتبون البيانات ويتبادلون أطراف الحديث والتنظير في المقاهي والحانات، وكنا من المساهمين في تأسيس المجلس السياسي الكوردي الذي ضم تسعة أحزاب كوردية، سرعان ما تطور إلى صيغة أحزاب الحركة الوطنية الكوردية, بعد أن انضم إليه كلاً من ب ي د والحزب الديمقراطي التقدمي وحزب الوحدة، وكانت لهذه الأحزاب مبادرة لحل الأزمة في سورية في بداية انطلاق الثورة السورية، لكن هذه الأحزاب اكتفت بالإعلان عن المبادرة ووضعتها على الرفوف وفي الدروج، وبعد أن توصلنا إلى قناعة تامة بعدم مشاركة هذه الأحزاب في الثورة السورية رغم إعلان موقفنا كتيار منها في اليوم الأول، بأن تيار المستقبل جزء من الثورة السورية وأهدافها في إسقاط النظام، قمنا بتجميد نشاطنا في الصيغيتين السابقتين وأعلنا انحيازنا الكامل ميدانيا إلى الشارع الثوري, وإلى الشباب لأنهم عماد الثورة ومستقبلها, وقمنا بمحاولة تشكيل قوة شبابية ضاغطة على ممن تبقى، إلا أن انعقاد المجلس الوطني الكوردي في 26/10/2011, ودعوة السيد مسعود البارزاني رئيس الإقليم لهم بزيارة العراق، وتقديم الدعم المادي، جعلت الكثير من الشباب للأسف ينتقل إلى داخل المجلس، رغم ذلك عملنا على تشكيل كتلة مؤلفة من 6 أحزاب استطاعت أن تقدم الكثير، لكن انتقال حركة الإصلاح وبعض الأحزاب الأخرى إلى المجلس الوطني الكوردي، دفعت إلى تعطيل المشروع الذي خرج ضعيفاً باسم اتحاد القوى.
تناولت المواقع الالكترونية أسباب استقالة السيدة هرفين من التيار, والتي كان يعتقد الكثير من المراقبين بأنها ستكون خليفة للشهيد التمو, ما أسباب ابتعاد هرفين عن التيار بعد استشهاد التمو؟
جـ 6- هرفين كانت عضوة نشيطة في مكتب العلاقات العامة وكان لها الدور الحيوي والفعال في انطلاق الثورة السورية في المناطق الكوردية وخاصة في مدينة قامشلو الثائرة، ولم تكن وريثة أو نائبة للشهيد مشعل، رغم كل الود والاحترام الذي كان بين الاثنين، لقد كان فارس التمو وراء استقالة هرفين التنظيمية حيث أصدر فارس بياناً اتهم فيه هرفين بسرقة حاجيات والده وهدد بتقديمها إلى المحاكمة إذا لم تعيد ما أخذته وتلكؤ قيادة التيار باتخاذ موقف جدي من هذا الموضوع، أما سياسيا فهرفين لا زلت مؤمنة بالخط السياسي لتيار المستقبل لأنه خط الثورة، لم تنقطع الاتصالات بيننا رغم كل ما جرى، هرفين صديقة عزيزة أكن لها كل المودة والاحترام.
كنتم من مؤسسي اتحاد القوى الديمقراطية الكوردية, وشعار هذا الإطار لا يزال يحمل صورة للشهيد التمو, ما أسباب تخليكم عن اتحاد القوى؟
جـ 7- اتحاد القوى من صناعة تيار المستقبل حيث كتبنا برنامجه السياسي والتنظيمي لكننا فشلنا في حامله الاجتماعي حيث أصبح بعض المستقلين في الاتحاد عائقا أمام تطور الاتحاد.
ما هو موقف التيار من الأحداث الأخيرة بعد استشهاد مشعل تمو على الساحة السورية منها, ورأيكم بالمعارضة السورية ومكوناتها, وخصوصاً الموقف مما اتخذ في مؤتمري اسطنبول والقاهرة بشأن المطالب الكوردية؟
جـ 8- نحن جزء من الثورة السورية عملنا على إسقاط النظام بكل رموزه ومرتكزاته، ساهمنا في تشكيل المجلس الوطني السوري, ولنا ممثل في الأمانة العامة هو السيد سردار مراد، أما المعارضة السورية الكلاسيكية فأغلبها موجود في الخارج ولا وجود فعلي لها، وهي صدى لشباب الداخل السوري الذين سطروا بدمائهم أروع ملاحم البطولة والفداء, وانحازوا بصدق إلى جانب الشعب الكوردي وقضيته العادلة، هؤلاء الشباب أمثال خالد أبو صلاح، وهادي العبد الله، والعامر الصادق ورزان زيتونة ومازن درويش والآخرون, سيكونون في قيادة سوريا الجديدة إلى جانب المكونات الأخرى, وكلي ثقة بأن يكون موقفهم إلى جانب الشعب الكوردي، أما موقفنا من مؤتمرات المعارضة عموماً وخاصة ما جرى في القاهرة واسطنبول. نعتبر ما جرى هناك أساء كثيراً للكورد والمعارضة أيضاً, وأعتقد بأن الطرفين مسؤولان عن ذلك؛ حيث كان يمكن احتواء الموقف والتوصل إلى نتائج تخدم الثورة السورية ومستقبل البلد عموماً, ومسألة الانسحاب لم تعد مفيدة ومنتجة, وسنبقى على موقفنا الثابت إننا جزء من الثورة السورية ولكننا لن نتنازل يوماً عن حقنا في الحق والوجود الكوردي وسيتم ذلك عبر حوارات مديدة.
9 -الكل يعلم أهمية الإعلام في الحياة السياسية والاجتماعية في المجتمعات بشكل عام وتأثيره الكبير عليها0
أنتم في تيار المستقبل, هل هناك غياب إعلامي لكم على الساحة الكوردية حسب ماتنتقدون به, إذا كان صحيحاً, ما هي أسبابه, وحبذا لو وضحتم لنا الخطط والبرامج الإعلامية التي تعملون بها؟
جـ 9- لدينا مكتب إعلام يقوم بإصدار البيانات والتصريحات اليومية وتبيان مواقفنا من كل ما يجري، بالإضافة إلى جريدة المستقبل التي توقفت عن الصدور منذ بداية الثورة، كما هناك موقع الكتروني للتيار.
10- المرحلة القادمة ومستقبل التيار والدور الذي ستمارسونه على صعيد التنظيم, وما مدى التفاعل مع القيادة الأخرى الجديدة, وموقفكم منهم والجميع يعلم أهمية الوحدة الكوردية وخاصةً كتيار المستقبل ؟
جـ 10- الأحداث تتسارع بشكل دراماتيكي، حتى لا تعطيك الاستراحة لالتقاط الأنفاس، ما جرى من قبل بعض أفراد عائلة الشهيد والعديد ممن فشلوا في الوصول إلى مكتب العلاقات العامة في اجتماع مجلس الإدارة الأخير, هو انقلاب على شرعية النظام الداخلي والخط السياسي لتيار المستقبل, إننا في قيادة تيار المستقبل مصرون على السير بخطى أكثر التصاقاً بمشروعنا السياسي الذي أسسه القائد الشهيد مشعل التمو, وسنبقى أوفياء لخطه السياسي وهذا يدفعنا أن نضع خطط صارمة لتطوير التيار في خدمة قضية شعبنا وبلدنا.
11- ما هو شكل الاستعدادات التي ستقومون به كتنظيم سياسي للمرحلة الجديدة على الساحة الكوردية, وكما تعلم أن الباب مفتوح لجميع الاحتمالات على الساحة السورية ؟
جـ 11- نحن مع تشكيل إدارة مدنية مشتركة للمناطق الكوردية من كل الأطياف والمكونات الموجودة، لا يمكن إدارة المنطقة بشكل منفرد، وإلا تحول ذلك الطرف إلى ميليشيا تعمل لأجندات محددة، علينا الحفاظ على السلم الأهلي والتوازن الاجتماعي، لأن من مصلحة الكل إبقاء هذا التوازن، فكلنا أبناء هذا الوطن, لأن سوريا للجميع كورداً, عرباً وسرياناً آشوريين, بالإضافة لباقي المكونات القومية الأخرى دون وصاية أو إقصاء.
12-الأحزاب الكوردية بشكل عام, كيف تقيمون موقفكم منهم؟ وما هو موقفكم من بعض الأحداث التي جرت مؤخراً في عفرين وكوباني حيث استخدم العنف من جهات معينة ضد المختلفين معهم0
جـ 12- نحن ندين العنف مهما كان مصدره ومن أية جهة كانت، وبناءً عليه أدنا من قام بذلك في عفرين حينها. نتفق مع الأحزاب التي قطعت مع النظام, ووقفت إلى جانب الثورة, ونحن الآن في المراحل الأخيرة من الثورة السورية, لذلك يجب أن نعمل على بناء كتلة سياسية قوية قادرة على قراءة الأحداث, بشكل يخدم قضيتنا الكوردية في سوريا المستقبل, على أن نكون شركاء حقيقيين في بناءه وفي مركز قراره السياسي, وأعتقد بأننا بحاجة ماسة لحوار جدي مع العديد من الأطراف الكردية لنتوصل لبناء هذه الكتلة.
13- برأيكم ما هي الآليات التي من الممكن اتباعها, لوأد الاقتتال والصراع الكوردي _الكوردي؟
جـ 13- الاتفاق على إدارة مشتركة لإدارة المنطقة, والابتعاد عن التقوقع والانعزال والتشبيح في المناطق الكوردية، وتأصيل الفكر العقلاني، واللجوء إلى الحوار في حل المشكلات, بعيداً عن لغة السلاح والعنف، التي تضر بمصالح الشعب الكوردي وتعزز الانقسام والتنافر بين أطرافه.
14- ما هي أساليب الضغط الناجحة لتفرض القوى الكوردية مطاليبها على قوى المعارضة, وكيف ترى الدور الكوردي في رسم ملامح المرحلة القادمة لسورية؟
جـ 14- على الحركة الكوردية إن أرادت أن تكون جزء من مستقبل سوريا, وأن يكون رأيها مسموعا، عليها أن تكون جزءاً حيوياً من معادلة الثورة, وأن تبتعد عن التردد والارتباك في اتخاذ المواقف الجدية من النظام والثورة والعمل بشكل أكثر فعالية مع المعارضة السوية, للتوصل إلى صيغة تخدم سوريا المستقبل, سوريا الدولة المدنية والديمقراطية والتعددية والتوافقية والتشاركية في بناء الدولة والقرار والمصير.
في الختام لكم الشكر والعرفان
- كَركَي لكَي (ديريك): 24-7-2012
- الايميل الرسمي لـ اتحاد الصحفيين الكورد في سوريا: yrks2012@gmail.com
- الصفحة الرسمية على الفيس بوك: https://www.facebook.com/yrks2012
أجرى الزميل هيمين مرعي لقاءاً مع الأستاذ ريزان شيخموس رئيس مكتب العلاقات العامة في تيار المستقبل الكوردي في سوريا وإليكم النص الكامل للحوار :
ريزان شيخموس:
- رئيس مكتب العلاقات العامة في تيار المستقبل الكوردي في سوريا
- مواليد قبورالبيض (تربه سبي) 1961
- حاصل على شهادة الهندسة الكهربائية
في أول الحديث بدايتك الحزبية والنضال الحزبي مع الشهيد مشعل تمو :
بدأت العمل الحزبي عام 1978 في حزب الاتحاد الشعبي الكردي في سوريا أصبحت عضواً في اللجنة المركزية عام 1991 برفقة الشهيد مشعل التمو وتركنا الحزب سوياً عام 2000 بعد انسداد كل الطرق أمام طموحنا السياسي ودون العمل في إحداث أي شرخ في هذا الحزب وفي 29 / 5 / 2005 أسسنا تيار المستقبل الكوردي في سوريا وانتخب الشهيد مشعل التمو ناطقاً رسمياً للتيار .
تأسس تيار المستقبل بعد الانتفاضة الكوردية الباسلة في آذار 2004 وكان هدفكم استقطاب الجيل الكوردي الشاب, ما مدى نجاحكم في المهمة الرئيسية التي حددتموها في بداية التأسيس.
جـ 1- تأسس تيار المستقبل الكوردي في سوريا بتاريخ 29/5/2005 كحاضنة للأفكار والآراء المغايرة لما هو قائم, ممن لم تستطع الحركة الحزبية الكلاسيكية استيعابه تنظيميا؛ بهدف خلق تيار فاعل ميدانياً يستجيب لاحتياجات النضال الكوردي في المرحلة الراهنة بعد أن فشل الآباء في تحقيق أي تقدم أو تجسيد لمعاني ودلالات الشعب الكوردي الرمزية، رغم استنادها على ارث عظيم وتاريخ عريق ورأسمال رمزي لم تمتلكه الحركات التحررية الأخرى، وقد كان السبب الرئيس في عدم انخراطنا فيما هو قائم من أحزاب وتشكيل حالة سياسية جديدة بكل معانيها ودلالاتها، انتفاضة آذار 2004 وما جسدته من قيم ودلالات في وجدان الشباب الكوردي الذي لم يجد غطاءً سياسياً لتحركاته العملية والميدانية، ورغم كل ما واجهه التيار من عراقيل وصعوبات، فقد استطاع أن ينجز الكثير سياسياً في فترة وجيزة لديناميكيته العملية ورؤيته السياسية الشفافة واستقلالية قراره السياسي, مما جعله يحتل موقعاً مهماً في الحراك الكوردي والسوري العام.
نجح الشهيد مشعل التمو في ضم عدد لا بأس به من الشخصيات الكوردية المستقيلة من أحزابها, لكن ما لبث إن انفك الكثير منهم فرادى وجماعات, من صفوف التيار, ما أسباب ودوافع هجرة هؤلاء للتيار؟
جـ 2- لكل ظروفه وأسبابه لكنني أعتقد بأن هناك أسباب أخرى جعل البعض يغادر سريعاً ويبتعد عن الحقل التنظيمي, لكنه بقي إلى جانب التيار في فكره وممارسته, وأهم تلك الأسباب هو الخط الراديكالي المعارض للنظام في الوقت الذي كانت جدران الرعب مرفوعة, وحدوث بعض الأخطاء التنظيمية.
كانت بداياتكم على شكل تيار غير سياسي حسب ما أدلى به البعض من المغادرين للتيار, ما الضرورة في انخراطكم في الوسط والمشهد السياسي الكوردي؟
جـ 3- أينما كان الكوردي تكون السياسة، ومن هذا المنطلق مارس أعضاء التيار العمل السياسي، كبشر لهم رأي في كل ما يحدث إلى جانبهم، رغم المهمة المعرفية والتنويرية التي نذروا أنفسهم لها، بعيداً عن الدوغما الحزبية والجمود العقائدي والايدولوجيا القومية, وإن استشهاد شيخ الشهداء معشوق الخزنوي بعد تأسيس تيار المستقبل بيومان فقط, والأحداث السياسية المتلاحقة والمتسارعة بعد ذلك دفع بأعضاء التيار بالعمل السياسي المباشر والابتعاد نسبياً عن المحاور الأساسية التي نشأ التيار من أجلها .
الخطابات النارية للشهيد مشعل التمو في المناسبات القومية, كانت العامل الأساس في تجمع عدد لا بأس به من الشباب حولكم, وبسبب مواقفه من النظام ومطالبته المستمرة بالعمل من أجل إسقاط النظام قبل الثورة, تعرض الشهيد لمضايقات واعتقالات كانت آخرها في 2008, هل استطاعت قيادة التيار بعد استشهاد مشعل التمو أن يملئ الفراغ بعده؟
جـ 4- قيادة التيار الحالية فيها من الانسجام والتفاهم ما يؤهلها لملء الفراغ الناشئ بعد استشهاد مشعل ولنا في تجربة سجنه عبرة قوية رغم الإمكانيات الكبيرة التي كان يمتاز بها القائد الشهيد.
الثورة فرضت على الكل توحيد الموقف والخطاب السياسي الكوردي, ما هو دوركم في هذا الاتجاه؟
جـ 5- لعبنا دوراً مهماً في توحيد الموقف والخطاب الكوردي فقد أسسنا لجنة التنسيق الكوردية مع كل من حزبي يكيتي وآزادي, وقمنا معا بالعديد من الاعتصامات والاحتجاجات والتظاهرات السلمية, والعديد منها في قلب دمشق، رغم كل القمع الذي كان يمارسه النظام آنذاك, في وقت كان فيه الآخرون يكتبون البيانات ويتبادلون أطراف الحديث والتنظير في المقاهي والحانات، وكنا من المساهمين في تأسيس المجلس السياسي الكوردي الذي ضم تسعة أحزاب كوردية، سرعان ما تطور إلى صيغة أحزاب الحركة الوطنية الكوردية, بعد أن انضم إليه كلاً من ب ي د والحزب الديمقراطي التقدمي وحزب الوحدة، وكانت لهذه الأحزاب مبادرة لحل الأزمة في سورية في بداية انطلاق الثورة السورية، لكن هذه الأحزاب اكتفت بالإعلان عن المبادرة ووضعتها على الرفوف وفي الدروج، وبعد أن توصلنا إلى قناعة تامة بعدم مشاركة هذه الأحزاب في الثورة السورية رغم إعلان موقفنا كتيار منها في اليوم الأول، بأن تيار المستقبل جزء من الثورة السورية وأهدافها في إسقاط النظام، قمنا بتجميد نشاطنا في الصيغيتين السابقتين وأعلنا انحيازنا الكامل ميدانيا إلى الشارع الثوري, وإلى الشباب لأنهم عماد الثورة ومستقبلها, وقمنا بمحاولة تشكيل قوة شبابية ضاغطة على ممن تبقى، إلا أن انعقاد المجلس الوطني الكوردي في 26/10/2011, ودعوة السيد مسعود البارزاني رئيس الإقليم لهم بزيارة العراق، وتقديم الدعم المادي، جعلت الكثير من الشباب للأسف ينتقل إلى داخل المجلس، رغم ذلك عملنا على تشكيل كتلة مؤلفة من 6 أحزاب استطاعت أن تقدم الكثير، لكن انتقال حركة الإصلاح وبعض الأحزاب الأخرى إلى المجلس الوطني الكوردي، دفعت إلى تعطيل المشروع الذي خرج ضعيفاً باسم اتحاد القوى.
تناولت المواقع الالكترونية أسباب استقالة السيدة هرفين من التيار, والتي كان يعتقد الكثير من المراقبين بأنها ستكون خليفة للشهيد التمو, ما أسباب ابتعاد هرفين عن التيار بعد استشهاد التمو؟
جـ 6- هرفين كانت عضوة نشيطة في مكتب العلاقات العامة وكان لها الدور الحيوي والفعال في انطلاق الثورة السورية في المناطق الكوردية وخاصة في مدينة قامشلو الثائرة، ولم تكن وريثة أو نائبة للشهيد مشعل، رغم كل الود والاحترام الذي كان بين الاثنين، لقد كان فارس التمو وراء استقالة هرفين التنظيمية حيث أصدر فارس بياناً اتهم فيه هرفين بسرقة حاجيات والده وهدد بتقديمها إلى المحاكمة إذا لم تعيد ما أخذته وتلكؤ قيادة التيار باتخاذ موقف جدي من هذا الموضوع، أما سياسيا فهرفين لا زلت مؤمنة بالخط السياسي لتيار المستقبل لأنه خط الثورة، لم تنقطع الاتصالات بيننا رغم كل ما جرى، هرفين صديقة عزيزة أكن لها كل المودة والاحترام.
كنتم من مؤسسي اتحاد القوى الديمقراطية الكوردية, وشعار هذا الإطار لا يزال يحمل صورة للشهيد التمو, ما أسباب تخليكم عن اتحاد القوى؟
جـ 7- اتحاد القوى من صناعة تيار المستقبل حيث كتبنا برنامجه السياسي والتنظيمي لكننا فشلنا في حامله الاجتماعي حيث أصبح بعض المستقلين في الاتحاد عائقا أمام تطور الاتحاد.
ما هو موقف التيار من الأحداث الأخيرة بعد استشهاد مشعل تمو على الساحة السورية منها, ورأيكم بالمعارضة السورية ومكوناتها, وخصوصاً الموقف مما اتخذ في مؤتمري اسطنبول والقاهرة بشأن المطالب الكوردية؟
جـ 8- نحن جزء من الثورة السورية عملنا على إسقاط النظام بكل رموزه ومرتكزاته، ساهمنا في تشكيل المجلس الوطني السوري, ولنا ممثل في الأمانة العامة هو السيد سردار مراد، أما المعارضة السورية الكلاسيكية فأغلبها موجود في الخارج ولا وجود فعلي لها، وهي صدى لشباب الداخل السوري الذين سطروا بدمائهم أروع ملاحم البطولة والفداء, وانحازوا بصدق إلى جانب الشعب الكوردي وقضيته العادلة، هؤلاء الشباب أمثال خالد أبو صلاح، وهادي العبد الله، والعامر الصادق ورزان زيتونة ومازن درويش والآخرون, سيكونون في قيادة سوريا الجديدة إلى جانب المكونات الأخرى, وكلي ثقة بأن يكون موقفهم إلى جانب الشعب الكوردي، أما موقفنا من مؤتمرات المعارضة عموماً وخاصة ما جرى في القاهرة واسطنبول. نعتبر ما جرى هناك أساء كثيراً للكورد والمعارضة أيضاً, وأعتقد بأن الطرفين مسؤولان عن ذلك؛ حيث كان يمكن احتواء الموقف والتوصل إلى نتائج تخدم الثورة السورية ومستقبل البلد عموماً, ومسألة الانسحاب لم تعد مفيدة ومنتجة, وسنبقى على موقفنا الثابت إننا جزء من الثورة السورية ولكننا لن نتنازل يوماً عن حقنا في الحق والوجود الكوردي وسيتم ذلك عبر حوارات مديدة.
9 -الكل يعلم أهمية الإعلام في الحياة السياسية والاجتماعية في المجتمعات بشكل عام وتأثيره الكبير عليها0
أنتم في تيار المستقبل, هل هناك غياب إعلامي لكم على الساحة الكوردية حسب ماتنتقدون به, إذا كان صحيحاً, ما هي أسبابه, وحبذا لو وضحتم لنا الخطط والبرامج الإعلامية التي تعملون بها؟
جـ 9- لدينا مكتب إعلام يقوم بإصدار البيانات والتصريحات اليومية وتبيان مواقفنا من كل ما يجري، بالإضافة إلى جريدة المستقبل التي توقفت عن الصدور منذ بداية الثورة، كما هناك موقع الكتروني للتيار.
10- المرحلة القادمة ومستقبل التيار والدور الذي ستمارسونه على صعيد التنظيم, وما مدى التفاعل مع القيادة الأخرى الجديدة, وموقفكم منهم والجميع يعلم أهمية الوحدة الكوردية وخاصةً كتيار المستقبل ؟
جـ 10- الأحداث تتسارع بشكل دراماتيكي، حتى لا تعطيك الاستراحة لالتقاط الأنفاس، ما جرى من قبل بعض أفراد عائلة الشهيد والعديد ممن فشلوا في الوصول إلى مكتب العلاقات العامة في اجتماع مجلس الإدارة الأخير, هو انقلاب على شرعية النظام الداخلي والخط السياسي لتيار المستقبل, إننا في قيادة تيار المستقبل مصرون على السير بخطى أكثر التصاقاً بمشروعنا السياسي الذي أسسه القائد الشهيد مشعل التمو, وسنبقى أوفياء لخطه السياسي وهذا يدفعنا أن نضع خطط صارمة لتطوير التيار في خدمة قضية شعبنا وبلدنا.
11- ما هو شكل الاستعدادات التي ستقومون به كتنظيم سياسي للمرحلة الجديدة على الساحة الكوردية, وكما تعلم أن الباب مفتوح لجميع الاحتمالات على الساحة السورية ؟
جـ 11- نحن مع تشكيل إدارة مدنية مشتركة للمناطق الكوردية من كل الأطياف والمكونات الموجودة، لا يمكن إدارة المنطقة بشكل منفرد، وإلا تحول ذلك الطرف إلى ميليشيا تعمل لأجندات محددة، علينا الحفاظ على السلم الأهلي والتوازن الاجتماعي، لأن من مصلحة الكل إبقاء هذا التوازن، فكلنا أبناء هذا الوطن, لأن سوريا للجميع كورداً, عرباً وسرياناً آشوريين, بالإضافة لباقي المكونات القومية الأخرى دون وصاية أو إقصاء.
12-الأحزاب الكوردية بشكل عام, كيف تقيمون موقفكم منهم؟ وما هو موقفكم من بعض الأحداث التي جرت مؤخراً في عفرين وكوباني حيث استخدم العنف من جهات معينة ضد المختلفين معهم0
جـ 12- نحن ندين العنف مهما كان مصدره ومن أية جهة كانت، وبناءً عليه أدنا من قام بذلك في عفرين حينها. نتفق مع الأحزاب التي قطعت مع النظام, ووقفت إلى جانب الثورة, ونحن الآن في المراحل الأخيرة من الثورة السورية, لذلك يجب أن نعمل على بناء كتلة سياسية قوية قادرة على قراءة الأحداث, بشكل يخدم قضيتنا الكوردية في سوريا المستقبل, على أن نكون شركاء حقيقيين في بناءه وفي مركز قراره السياسي, وأعتقد بأننا بحاجة ماسة لحوار جدي مع العديد من الأطراف الكردية لنتوصل لبناء هذه الكتلة.
13- برأيكم ما هي الآليات التي من الممكن اتباعها, لوأد الاقتتال والصراع الكوردي _الكوردي؟
جـ 13- الاتفاق على إدارة مشتركة لإدارة المنطقة, والابتعاد عن التقوقع والانعزال والتشبيح في المناطق الكوردية، وتأصيل الفكر العقلاني، واللجوء إلى الحوار في حل المشكلات, بعيداً عن لغة السلاح والعنف، التي تضر بمصالح الشعب الكوردي وتعزز الانقسام والتنافر بين أطرافه.
14- ما هي أساليب الضغط الناجحة لتفرض القوى الكوردية مطاليبها على قوى المعارضة, وكيف ترى الدور الكوردي في رسم ملامح المرحلة القادمة لسورية؟
جـ 14- على الحركة الكوردية إن أرادت أن تكون جزء من مستقبل سوريا, وأن يكون رأيها مسموعا، عليها أن تكون جزءاً حيوياً من معادلة الثورة, وأن تبتعد عن التردد والارتباك في اتخاذ المواقف الجدية من النظام والثورة والعمل بشكل أكثر فعالية مع المعارضة السوية, للتوصل إلى صيغة تخدم سوريا المستقبل, سوريا الدولة المدنية والديمقراطية والتعددية والتوافقية والتشاركية في بناء الدولة والقرار والمصير.
في الختام لكم الشكر والعرفان
- كَركَي لكَي (ديريك): 24-7-2012
- الايميل الرسمي لـ اتحاد الصحفيين الكورد في سوريا: yrks2012@gmail.com
- الصفحة الرسمية على الفيس بوك: https://www.facebook.com/yrks2012