23‏/06‏/2012

لقاء خاص مع سكرتير حزب آزادي ” الأستاذ مصطفي جمعة “

شبكة أخبار كيكان - مصطفى جمعة: أن ما نتعرض له كحزب مرتبط بموقفنا السياسي
أجرى الزميل لوند حسين لقاءً مع الأستاذ مصطفى جمعة, سكرتير حزب آزادي الكوردي في سوريا, تناول فيها الأحداث الأخيرة التي جرت في مناطق عفرين, وتحدث جمعة بشفافية عن خلفيات تلك الأحداث, وإليكم النص الكامل للحوار:
مصطفى جمعة:
- سكرتير حزب آزادي الكوردي في سوريا
- من مدينة كوبانيه (عين العرب)
- حاصل على الشهادة الثانوية (الفرع العلمي), وحصل على منحة دراسية من الحزب الديمقراطي الكوردستاني – العراق عام 1969/1970, عن طريق علاقة حزبه في سورية بالديمقراطي الكردستاني آنذاك، ولكنه بقي في بيروت لأسباب تتعلق بظروف تلك المرحلة.
- سافر إلى لبنان 24/4/1970, أسس منظمة البارتي الديمقراطي الكوردي اليساري في لبنان , كما شارك في تأسيس العديد من الجمعيات الثقافية والاجتماعية والفنية في لبنان , كان مقر منظمة حزبه ملتقى قادة الأحزاب الكوردستانية العراقية , التركية ، والإيرانية , نذكر من هؤلاء القادة الذين استقبلهم في مقر المنظمة: حبيب كريم , محمود عثمان ، صالح اليوسفي, علي سنجاري, دارا توفيق, دارا عطار, جرجيس فتح الله وغيرهم .
وعندما زار السيد الرئيس مسعود البارازاني بيروت في أيلول /1970/, عقد له ندوة جماهيرية ضخمة , ألقى فيها مصطفى جمعة كلمة منظمته الترحيبية بالسيد مسعود البارزاني ، كما خاطب الرئيس مسعود الجماهير الكردية بكلمة قيمة شرح فيها ظروف الثورة الكردية وبيان 11 أيلول ، الذي نص على الحكم الذاتي وقتها لكردستان العراق .
- ساهم في تأسيس فرقة فنية باسم سركوتن , كان من فنانيها محمود عزيز ومحمد شيخو ورمضان نجم , وكانت تلك الفرقة تعتبر أولى انطلاقة للفنان الكبير المرحوم محمد شيخو , وقد زودوه بالأشعار القومية ولحنوا له , وأقاموا له حفلة في الأردن عن طريق جمعية صلاح الدين الخيرية بالأردن.
- التحق بالجامعة اللبنانية – كلية العلوم السياسية والإدارية لمدة ثلاث سنوات, إلا أنه بسبب نشاطه الحزبي وتفرغه للأمور السياسية, وبسبب الأحداث اللبنانية, لم يكمل دراسته الجامعية.
- كانت لمنظمة حزبه علاقات سياسية متينة مع كافة الأطراف التقدمية اللبنانية وعلى الخصوص المناضل المرحوم كمال جنبلاط , والقائد الفلسطيني ياسر عرفات.
- كان العضو الكوردي الوحيد في تجمع القوى والأحزاب الوطنية والتقدمية اللبنانية برئاسة المرحوم كمال جنبلاط عام 1973.
- عضو المجلس السياسي المركزي للحركة الوطنية اللبنانية عام 1975.
- عضو القيادة المشتركة للحركة الوطنية اللبنانية والمقاومة الفلسطينية, برئاسة عرفات وجنبلاط .
اعتقل ثلاث مرات:
1- المرة الأولى: 1988 في لبنان من قبل الأمن العسكري السوري, تعرض فيها للتعذيب المبرح, وبنتيجة ذلك كسر رجله, ولا يزال يعاني من الألم في أحد قدميه التي تعرضت للكسر بسبب الضرب, وأطلق سراحه بعد ستة أشهر ، وسيق للخدمة الإلزامية .
2- المرة الثانية: 1999في مدينة حلب, ولمدة ثلاثة أشهر, أطلق سراحه بسند كفالة, وطالت المحاكمة مدة سنة ونصف, وكانت تعقد كل شهرين مرة, كما أن القاضي منعه من الدفاع والحديث, وقدم مذكرة دفاع لم يتسلمها القاضي, كما لم يستلم المذكرة التي قدمها محاميه الخاص أيضاً. تدخلت عدد من منظمات حقوق الإنسان العربية والدولية, إضافة إلى وزارة الخارجية الألمانية, مما شكل ضغطاً على النظام, لتكتفي المحكمة بحكم المدة التي قضاها في السجن.
3- المرة الثالثة 10-1-2009, تم إيقافه لمدة شهر في فرع فلسطين, ثم أحيل إلى المحكمة, والتي أودعته السجن المركزي في دمشق. وبعد المحاكمات المستمرة والمطولة أقرت المحكمة عقوبته بستة سنوات ونصف, وخففوها لثلاث سنوات بعد الدغم تلازما مع الجرم الأشد حسب القانون, وقضاها من تلك السنوات سنتين وأربعة أشهر ونيف (28شهر ونصف).
وبفضل الثورة السورية, قبلت المحكمة ربع المدة , كان هو والشهيد مشعل التمو في نفس الجناح بالسجن المركزي.
س1- في الآونة الأخيرة جرت إشكاليات بينكم وبين أنصار ب ك ك (لجان الحماية الشعبية) في منطقة عفرين ليلة 3-6-2012, ومن ثم ليلة 6-6-2012, برأيكم ما أسباب تلك التصرفات من قبلهم؟
أعتقد أن ما نتعرض له كحزب مرتبط بموقفنا السياسي أولاً، وبتواجدنا الفاعل ثانيا, وبوقوفنا الصادق إلى جانب الثورة ثالثاً. فقبل شهر انعقد كونفرانس موسع لحزبنا, بعد عودة رفاقنا الذين تركوا التنظيم بسبب الإشكاليات التي اعترضت مسيرة الحزب منذ التسعينيات وكذلك الذين جمدوا نشاطهم الحزبي إثر الخلافات المستمرة داخل قيادة حزبنا آزادي في فترة السنوات السابقة, وعودة كوادر الحزب, جعل البعض يخشون جماهيرية الحزب, لتميزهم بالنشاط والثقافة الواسعة, مما يجعل من الحزب رقماً صعباً في الاستحقاقات القادمة.
كما أن لحزبنا دوراً فعالاً في تطوير وتفعيل نشاط المجلس الوطني الكوردي, ونعمل جاهدين في أن تتبوأ الحركة الكوردية موقعها الطبيعي في الثورة السورية لإسقاط هذا النظام, الذي عانى منه الكورد على مدى عقود من توليه لمقاليد السلطة في البلاد. كما حرمنا ككورد من أبسط حقوقنا, ومورس ضدنا السياسات التميزية الجائرة, لا بل عمل النظام على محو المعالم القومية الكوردية, واتهمنا بالعمل على إثارة النعرات الطائفية، ووهن نفسية الأمة، التي كانت التهمة الرئيسية التي كنا نحاكم بها أثناء اعتقالنا في المحاكم السورية.
أما بالنسبة لسؤالكم حول استهداف رفاقنا في مناطق عفرين, هذا يعود إلى أننا الحزب الجماهيري والقادر على تفعيل الحالة السياسية في مناطق عفرين وكوباني وحلب والرقة بشكل خاص, باعتبار أن تلك المناطق في دائرة الاهتمام بالنسبة للطرف الآخر أيضا. خاصة أن غالبية أحزاب المجلس الوطني الكوردي غائبة أو تواجدها قليل في تلك الساحة وذلك لعدم اهتمامهم بها أو لأسباب تاريخية, لسنا بصدد سرد تفاصيلها.
وامتياز آزادي بهذه القوة في تلك المناطق, يظهر أنها تزعج بعض الأطراف, وعلى الخصوص الاتحاد الديمقراطي, وأود أن أشير إلى أن بعض أحزاب المجلس ولأسباب خاصة بها, غير مهتمة كثيرا بما يجري, ربما لضعفهم, تهادن أو تساير أخطاء الطرف الآخر، فجماهيرية حزبنا تأتي من قوة الموقف السياسي الواضح. والنشاط السياسي إجمالاً في تلك المناطق تقع على عاتق رفاقنا.
لقد انعقد عدة ندوات للمجلس الوطني الكوردي في مدن وقرى عفرين, وبحضور جماهيري كبير, يظهر من ذلك أن الأخوة في PYD لا يقبلون أي نشاط على الساحة إلا نشاطهم, ولمجرد قيام المجلس بتلك النشاطات, فهم يعتقدون أن مسيرة حزبهم في خطر, لذلك قامت اللجان الحماية الشعبية (عبارة عن جناح عسكري لـ PYD) بالهجوم على القرى التي عقدت فيها الندوات, واعتقلوا عددا من رفاقنا وصادروا الممتلكات الخاصة لبعض المواطنين؛ وبالرغم من الاتفاقات التي جرت بين ممثل حزبنا ومسؤولهم العسكري في تلك المنطقة وبحضور الأهالي, فإن تلك الممتلكات لم تسترجع حتى الآن؛ كذلك هاجموا قرى أخرى عقدت فيها الندوات. للأسف أنهم لا ينفذون وعودهم.
س2- عفواً للمقاطعة. لماذا منطقة عفرين بالذات, ولا يستهدفون المناطق الأخرى؟
بالطبع فإنهم سيستهدفون المناطق الأخرى أيضاً, ولكن لعفرين خصوصية, كونها منطقة إستراتيجية وجبلية, وبنظر النظام السوري أيضاً هي منطقة إستراتيجية, كذلك بالنسبة للأتراك, وبرأي الجيش السوري الحر أيضاً هي منطقة هامة وإستراتيجية, وفي حال السيطرة على تلك المنطقة من قبل الجيش السوري الحر, فإن مسار الثورة السورية ستنقلب رأساً باتجاه الأفضل؛ لذلك فإن الجناح العسكري لـ PYD يحاول السيطرة على تلك المنطقة منفرداً، ورغم أن PYD يدعي أنه مع الثورة, لكن ممارساتهم عكس ذلك تماماً، إنهم يحاولون على الدوام منع الأحزاب والتنسيقيات النشطة في الحراك الثوري من العمل هناك.
س3- المعلومات الواردة من أحياء حلب وريفها الكوردي, تشير إلى أن أنصار PYD يمنعون الحراك الشبابي وعلى الخصوص المظاهرات, ما هي حقيقة هذه المعلومات؟
هذه المعلومات صحيحة, لقد منعوا القيام بالتظاهرات في الأحياء الكوردية بحلب, فمنذ بدء التظاهرات في تلك الأحياء, تصدوا للشباب ومنعوهم من القيام بالمظاهرات, ولم تسلم منهم سوى مظاهرة وحيدة, والبقية الباقية تعرضت للهجوم من قبلهم, وأصيب الكثير من الناشطين على أيديهم, من رفاقنا فقط أصيب (67) شخصاً في عفرين. كان ذلك في بداية العام الحالي, ومنذ ذلك الوقت لا مجال للحراك الشبابي، ونضطر إلى قبول هذه الحالة خشية تحول الوضع إلى صراع واقتتال كوردي – كوردي.
إن الجيش السوري الحر هو أداة للثورة السورية باعتقادنا, سواءً كنا مختلفين معهم أو موافقين, فباعتبارهم أداة للثورة من المفروض أن لا نحاربهم كموقف سياسي, للأسف فالأخوة في PYD يحاربونهم علناً.
س4- هل حدث بين الجيش الحر والجناح العسكري لـ PYD أي مواجهات عسكرية؟
لا.. لم يحدث ذلك. في الحقيقة أننا لم نلتق بالجيش الحر, لكن حسب المعلومات التي تردنا من أناس التقوا بهم في الحواجز التابعة للجيش الحر, يؤكدون بأنهم يحترمون الكورد, وليست لديهم أي خطة للتواجد في المناطق الكوردية, والمعلومات تؤكد أن المنطقة الشمالية لحلب ما عدا المناطق الكوردية ، هي تقريبا تحت سيطرتهم, وأي طرف يعادي الجيش الحر والمعارضة السورية والحركة الكوردية – وكذلك حزبنا آزادي- يكون موضع تساؤل واستفهام.
أستغرب من هذا الفصيل الكوردي أسباب معاداتهم للنشاطات المؤيدة للثورة السورية؟
س5- جرت لقاءات بين المجلس المحلي للمجلس الوطني الكوردي ومجلس غربي كوردستان في عفرين, على خلفية الهجوم من قبل لجان الحماية الشعبية, التابع لمجلس غربي كوردستان, ونتج عن اللقاء الاتفاق على إطلاق سراح المختطفين, إلا أنهم لم يفوا بوعودهم, ونقلت فضائية روناهي ليلة 6-6-2012 على أن رفاقكم في آزادي أساؤوا إليهم, وخصوا بالذكر شخصكم. ما هي حقيقة مجريات الأحداث في مناطق وقرى عفرين؟
نحن نتمنى أن يتم الالتزام بكل التفاهمات والاتفاقيات التي تجري بيننا كمجلس وطني كوردي ومجلس غربي كوردستان في مناطق عفرين. هناك اجتماعات متتالية بين الطرفين مركزياً، وعلى صعيد المناطق أيضا للمجلسين, ففي الاجتماعات يتم الاتفاق ويقرون بالأخطاء ووجود خروقات من قبل رفاقهم ويؤكدون للجنة الحوار بأنها لن تتكرر, لكن على أرض الواقع لا يتم تنفيذ أي بند من تلك الاتفاقيات التي تجري بيننا وبينهم. فبعد الاتفاقية التي وقعت في إقليم كوردستان العراق, تم اختطاف شخصين في عفرين من قبلهم, تم إطلاق سراح أحدهم, ولغاية ليلة أمس لم يطلق سراح أورهان جعفر؛ كما تم اختطاف ثلاثة شبان من حلب أيضاً, كل هذا جرى بعد اتفاقية هولير, إذاً ما المعنى من توقيع الاتفاقية وعدم الالتزام ببنودها, نحن نلتزم وهم لا يلتزمون, وفي اللقاءات التي تجري بيننا وبينهم كممثلي مجلسين, نؤكد لهم بأنهم لا يحترمون الاتفاقيات. يبدوا أنهم يريدون الاستحواذ على كل شيء، وأن نضع أنفسنا تحت تصرفهم فقط ولا بديل عن ذلك لديهم، ونحن لن نقبل بذلك. هناك مشروعين سياسيين مختلفين عن بعضهما البعض, رغم أننا ننشد التوافق والتفاهم بيننا وبينهم, على أن نؤسس لوضع سياسي سليم خدمة للقضية الكوردية, لا لخدمةً أجندات حزبية أو شخصية؛ نؤسس لحالة تخدم الثورة السورية, والتي ستؤدي إلى قيام دولة عصرية ديمقراطية تعددية، دولة الحق والقانون والتي نريد لها أن تستوعب كل الآراء والأديان والقوميات, تتحقق فيها أمنيات الجميع في الحرية والكرامة والديمقراطية. نجاح هذه الثورة هي قبل كل شيء خدمةً للقضية الكوردية وللشعب الكوردي؛ وأي صراعات جانبية أخرى لا ولن تخدم الشعب الكوردي وقضيته العادلة في هذه المرحلة الحساسة.
س6- تلك الأحداث, كانت مثار سخط واستهجان الجماهير الكوردية في غرب كوردستان, وأدانت غالبية الأحزاب الكوردية تصرفات لجان الحماية, وصل الأمر لحد تدخل رئاسة إقليم كوردستان العراق في هذا الموضوع, وتم توقيع اتفاقية كما أشرتم إليها وأكدها الأستاذ عبدالسلام أحمد (رئيس مجلس غربي كوردستان) في كلمته التي ألقاها في المؤتمر الاستثنائي الخامس لـ PYD , وجاءت غالبية الكلمات التي ألقيت من قبل الأحزاب والشخصيات المستقلة لتؤكد على ضرورة وحدة المجلسين, وكانت كلمة رئيس المجلس الوطني الكوردي إسماعيل حمي ناقدةً لعدم التزام PYD بالاتفاقيات, هل لديكم آليات محددة لتنفيذ الاتفاقيات الموقعة بينكم وبينهم؟
للأسف، وباعتقادي لا يمكن تنفيذ تلك الاتفاقيات في ظل عقلية التفرد والاستئثار, وما يجري على الأرض يؤكد ذلك. المطلوب منهم بدايةً وقف ما يجري على الأرض، ومن ثم يمكن العمل على توفير مناخ إيجابي وملائم نحو توافقات وتقاطعات سياسية, وصولا إلى وحدة الموقف, حينها سيكون حضورنا ككورد قوياً في المحافل الإقليمية والدولية.
من جانبنا نحن على استعداد لقبول الآخر, لكن الذي يشرع لنفسه أحقية امتلاك الساحة ورفض الآخر, ويحاول السيطرة عسكرياً على المنطقة دون مشاورة أو إشراك الآخرين ودون موافقتهم, على ماذا يدل هذه التصرفات؟.
لقد اقترحنا في بداية تأسيس المجلس الوطني الكوردي بالتفكير ملياً والاستعداد لحماية المناطق الكوردية, وأشرنا إلى أن النظام في حال تدهور وضعه, يحتمل أن يسحب كافة قواته الأمنية والعسكرية من المنطقة الكوردية, ويسلمها لأنصار PYD, حينها اقترحت أن يتم تشكيل قوة عسكرية كوردية مشتركة من كافة الأطراف لإدارة المنطقة الكوردية, وللأسف لم يتم ذلك.
س7- ألا يشير صراعاتكم الكوردية – الكوردية إلى امتداداتها الإقليمية والدولية؟
بالتأكيد, نحن جزء من المعادلة الدولية والإقليمية, وحالياً يمكننا أن نعتبر أن المجلس الوطني الكوردي جزء من الفاعلية السياسية الدولية التي ترغب في القضاء على الأنظمة الاستبدادية, أما الأخوة في PYD فهم جزء من المعادلة الإقليمية, لكن أود هنا أن أتساءل: متى جرت اتفاقية بين الأخوة في PYD وأي طرف آخر, والتزم بتلك الاتفاقية. للأسف خلال مسيرة هذا الحزب لم نرى أي اتفاق بينه وبين فصيل آخر, دوماً طالبنا أن نكون معاً إلا أنهم ينفردون بقراراتهم ولا يلتزمون بأي عمل مشترك؛ في أي لقاء سياسي أو حوار لا بد للطرفين أن يعملا معاً, لا أن يفرض طرف على الآخر شروطه ويملي عليه آرائه ومواقفه.
س8- في الحقيقة أن اختلافكم كطرفين يعود إلى أن PYD طرف في هيئة التنسيق الوطنية, أما أنتم كمجلس كوردي, فلم تنضووا بعد في إطار معارضة سورية, وقبل يومين جرت لقاءات بين لجنة الخارج برئاسة الأستاذ عبد الحميد درويش والمجلس الوطني السوري في اسطنبول. إلى ماذا توصلتم مع المجلس الوطني السوري؟, واللجنة نفسها وقعت الاتفاق وبسبعة بنود مع مجلس غربي كوردستان, كان البند الأول من الاتفاق توحيد الخطاب السياسي الكوردي, ما سبب عدم إشراك مجلس غربي كوردستان في لقاءات اسطنبول الأخيرة؟
المثير للجدل أن الأخوة في مجلس غربي كوردستان, يناقضون أنفسهم بأنفسهم, كيف لهم أن يقبلوا الحوار مع (مجلس اسطنبول) التابع للنظام التركي, حسب تصريحاتهم ومواقفهم؟, هل هذه المطالبة أتت على خلفية عزلهم السياسي إقليمياً ودولياً, أم أن مجرد عدم دعوتهم يدفع بهم إلى عدم الالتزام بنص البنود السبعة للاتفاق؟!!!
بالنسبة للقاء لجنة الخارج مع المجلس الوطني السوري, لم تصلنا بعد المعلومات, حول ما توصلوا إليه من نتائج , وأكدنا خلال اجتماع مكتب الأمانة العامة على ضرورة التواصل المباشر, وإرسال المعلومة بأسرع وقت.
س9- ما هي مطالب المجلس الوطني الكوردي في سوريا, من أجل التوافق مع كتل المعارضة؟
إننا أعددنا وثيقة سياسية خلال الاجتماع الموسع للمجلس الوطني الكوردي بصيغة برنامج مرحلي, أكدنا بوضوح حقوق الشعب الكوردي في سوريا, وهنا أؤكد أن أي شعب له الحق في التمتع بكامل حقوقه دون نقصان, لكن وبحسب الظروف السياسية وميزان القوى, يتم التوصل بالتوافق على شكل محدد, وباعتقادي يجب أن لا تقل عن الحكم الذاتي, وبرأينا أن أفضل حالة للدولة السورية هي الصيغة الفدرالية التي سيتمتع في ظلها كل القوميات والطوائف المتواجدة في سوريا بكامل حقوقها.
س10- هل لدى المجلس الوطني الكوردي طرح الفدرالية لدولة سوريا المستقبل؟
لا.. لا يوجد مثل هذا الطرح في برامج المجلس الوطني الكوردي, هذا ما نراه نحن كحزب, والآن نحن لسنا في مسألة بحث الحقوق, بل أن همنا الأول هو الاتفاق السياسي, على أن يقر المجلس الوطني السوري بالشعب الكوردي دستورياً, وأنه يعيش على أرضه التاريخية في كوردستان التي قسمت وألحقت بالدول الأربع (تركيا – إيران – العراق وسوريا)؛ بحيث يعترف هذا المجلس بوجود جزء من أراضي كوردستان والشعب الكوردي ضمن جغرافية الدولة السورية الحالية. لكن للآن هذا المجلس لم يقر بذلك. أحياناً يعترفون بالهوية القومية الكوردية, وغيرها من الصيغ الغامضة والمطاطية. المطلوب منهم هو الإقرار الدستوري بوجود الشعب الكوردي وكذلك الإقرار بالحق السياسي, وعليهم أن يؤكدوا على ذلك في برنامجهم السياسي, كما أنهم مطالبون بوضع الوثيقة الملحقة التي تناولت قضية الشعب الكوردي, في متن وثيقة العهد وليس كملحق.
س11- كيف تقرأ تبوء الدكتور عبدالباسط سيدا لمنصب رئاسة المجلس الوطني السوري, وعلى أي أساس تم اختياره كشخصية كوردية مستقلة, وهل اختيار سيدا لرئاسة المجلس جعل المجلس الوطني الكوردي يقبل بالتعاون والتنسيق مع المجلس الوطني السوري, أم أن مسألة توحيد أطر المعارضة أتت بعد تعليق المراقبين الدوليين لنشاطهم في سوريا؟
أنا أتمنى أن تكون دفع المعارضة نحو التوحيد أتت بعد اقتناع الجنرال (مود) بعدم الجدوى من المراقبة, لأن النظام لم ينفذ للآن أي بند من خطة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان.
أما بالنسبة للدكتور سيدا ورغم بعض ملاحظاتنا، فهو شخصية كوردية أكاديمية, مثقفة, اعتبارية, وليس لنا أي مأخذ عليه, ورئاسته للمجلس الوطني السوري فخرٌ لنا ككورد وموضع تقدير واحترام, وأعتقد أن وجوده في هذا المنصب سيفتح الباب للتفاهمات بين كافة كتل المعارضة, لكونه يتمتع بحنكة وخبرة سياسية, وهي شخصية مقبولة لدى جميع أطر المعارضة السورية, كما أن هناك توجه لدى القوى العظمى باتجاه إيجاد تفاهمات وانتقال سياسي للسلطة في سوريا.
س12- هل هذا الانتقال سيتم بالتفاوض بين النظام والمعارضة, أم أن هناك آلية أخرى للانتقال السلمي للسلطة؟
بصراحة ملامح هذا الحل السياسي غير واضحة للوقت الراهن, أما إذا جرت خطوات محددة بإشراف دولي مع المجلس الوطني السوري للخلاص من هذا النظام, وعندما يتم التأسيس لوضع حر وديمقراطي بإشراف دولي, لا يمكن للمجلس الوطني السوري أن يرفض تلك الحالة باعتقادي.
س13- لنعود مرة أخرى لحالة الدكتور عبد الباسط سيدا, هل سيناريو اختيار سيدا, تشير إلى الحالة العراقية في أن الكورد يمثلون الحالة التوافقية بين الأطر السياسية في هذه الدول؟
أتمنى أن يكون ذلك, وأن يكون سيدا عاملاً توافقياً إيجابياً للتفاهمات المشتركة, ليس بيننا ككورد والمجلس الوطني السوري فقط , لا بل أن يساهم في رأب الصدع للكتل المعارضة جميعاً, ونحن لن ندخر جهداً لأجل بلورة هذا الهدف خدمة للثورة السورية, وبناء دولة حرة لكل السوريين.
س14- يتحدث الكتاب والنقاد الكورد عن زيادة الانشقاقات في الأحزاب الكوردية وخصوصاً بعد تشكيل المجلس الوطني الكوردي, وكان حزبكم إحداها, وولادة أحزاب في خضم الثورة؛ برأيكم ما دواعي تلك الانشقاقات؟ وهل ستتهمون النظام مرةً أخرى؟ أم أن حالة الانشطار والتشرذم, أصبحت عادة كوردية متجذرة؟
أعتقد أن الحالة الثورية, خلقت بعض الفوضى في الساحة الكوردية, وربما فكر البعض في الكعكة بعد سقوط النظام, وأسسوا أحزابا, لكن فعلها ضعيف, وهي من إفرازات تلك الفوضى التي ذكرتها آنفاً.
أما حالتنا لم تكن لها علاقة بانطلاقة الثورة. أزمتنا كانت قبلها وارتبطت بمرحلة لم ينجح فيها القيادة بإدارة موفقة والتي يعرفها الجميع دون الإساءة لأحد .
في الحقيقة أنه في خضم هذه الثورة تشكلت عدد كبير وغير مبرر من التجمعات والتنسيقيات الشبابية الكوردية, وبرأيي هذه حالة غير صحية, والمرحلة تتطلب توحيد الجهود والتركيز على الهدف المشترك ليكون بمقدورنا أن نتوجه بخطاب سياسي موحد مع شركائنا من العرب والمكونات الأخرى في هذا البلد باتجاه إسقاط النظام أولاً، والاتفاق على شكل دولة المستقبل ثانياً.
وأحب أن أنوه بأننا في حزب آزادي جاهزون للعمل مع أطراف أخرى لها نفس التوجه السياسي, من أجل توحيد جهود الجميع باتجاه خلق حالة أكثر استيعاباً وانسجاماً مع التغيرات الحاصلة والتي ستحصل في المستقبل القريب. وبعد عودة رفاقنا السابقين للحزب أيضاً, تتوفر تباعاً أسس صحيحة لاتحاد سياسي بين الكثير من قوى الساحة الكردية لصالح تفعيل دور الكرد في العملية السياسية.
س15- الأستاذ مصطفى جمعة نعتقد أنه لمواكبة الحدث والثورة, لا بد من وجود إعلام كوردي متطور, هل لديكم خطة كحزب وكمجلس كوردي لتأسيس فضائية أو لدعم إعلاميين من أجل إطلاق فضائية كوردية خاصة بهذا الجزء الكوردستاني؟
نعم, التوجه نحو إطلاق فضائية كوردية مطلب مشروع ويجب أن يتحقق, لكن المجلس الوطني الكردي لا يمتلك حتى الآن الإمكانات اللازمة من أجل ذلك, لذا نحن مضطرون لطلب المساعدة من أشقائنا في إقليم كوردستان العراق, وكذلك من أخوتنا الميسورين في أوروبا. إن وجود فضائية كوردية خاصة بكوردستان سورية هي ضرورة عاجلة في هذه المرحلة, وجود هكذا فضائية ستعرف بالقضية الكوردية في سوريا, وستكون ناطقة باسم الشعب الكوردي وممثله السياسي, بالإضافة إلى الفضائية هناك ضرورة لشبكة إعلامية كوردية على مواقع النيت ترتبط مع بعضها البعض بفروع للشبكة من كل المناطق الكوردية في كوردستان سوريا وفي الخارج.

19-6-2012

الايميل الرسمي لـ اتحاد الصحفيين الكورد في سوريا:
yrks2012@gmail.com

الموقع الرسمي لـ اتحاد الصحفيين الكورد في سوريا على صفحة الفيس بوك:

https://www.facebook.com/yrks2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك معنا برأيك

تقرير
مراقبون

الأكثر قراءة - الأكثر مشاركة

شبكة أخبار كيكان - موقع الخبر من موقع الحدث
شارك و انضم الى صفحتنل التفاعلية على الفيس بوك
جريدة كيكان نيوز

شبكة أخبار كيكان. جميع الحقوق محفوظة. - موقع أخباري سياسي كوردي مستقل ناطق باللغة العربية