23‏/06‏/2012

حسين جمو : الجيش الحر .. الأكراد شركاء الانتصار بأقل التكاليف


شبكة أخبار كيكان - صحيفة البيان الاماراتية : فاجأ الجيش السوري الحر الأسبوع الماضي أكراد سوريا بنداء وجهه خصيصاً لهم ودعاهم فيه إلى الانضمام لصفوفه। ودعا البيان الذي تلاه الناطق باسم القيادة المشتركة للجيش السوري الحر العقيد الركن قاسم سعدالدين «إخوتنا الكرد من عسكريين ومدنيين» للانضمام إلى «الخدمة الإلزامية والالتحاق بصفوف الجيش الحر في الداخل»। ولم يتضمن هذا النداء، الذي يعد الأول من نوعه، ما يشير إلى أزمة بين الأكراد والمنشقين، فالساحة الكردية هي خارج منطقة العمليات العسكرية لكل من النظام والجيش الحر، والشارع الكردي يؤيد بشكل كلّي إسقاط النظام مع اختلاف في الرؤى بالنسبة إلى الوسائل و«الشركاء الديمقراطيين» في عملية الاطاحة بالنظام

حسم المعركة

ويدرك العقيد سعدالدين أن الأكراد يشاركون في الثورة بحراك «سلمي» متوفر لهم نتيجة معادلات داخلية وإقليمية دقيقة، أحدها مرتبط بالعمق القومي الكردي المجاور في العراق وتركيا، لكنه أوضح في حديث لـ«البيان» عبر «السكايب» من ريف حمص: «سنحسم المعركة قريباً.. لدينا الكثير من المعطيات الميدانية..سننتصر ونريد من الأخوة الكرد ان يشاركونا الانتصار».

و يقطع سعد الدين حديثه ويطلب من ضباط محيطين به عرض رسائل التأييد التي تلقاها من عشرة مجالس عسكرية ثورية للنداء الذي وجهه إلى الأكراد. ويردف: «هذه الرسائل ليست حبراً على ورق بل وثائق نحن ملزمون بها.. سنبني دولة لا تمييز فيها..دولة ينال الكرد فيها حقوقهم.. لا نريدهم خارج المعادلة».

لا يبدو أن الجيش الحر ينقصه المقاتلون، وهو ما يؤكده سعدالدين والذي يضيف: «لدينا ما يكفي من الرجال والسلاح..وندائي لهم ليس لتعزيز قوتنا العددية بل لأن الفرصة سانحة ليمهدوا الطريق أمام تحقيق مطالبهم وعليهم ان يتواجدوا في المجالس العسكرية..أنا متحمس لهم لأنهم أهل رجولة.. لقد خبرتهم في الجيش والحياة العامة..لديهم قوة حشد ضاربة».

ومن الواضح أن الجيش الحر يحتاج إلى شركاء في الانتصار الذي يقول إنه بات قريباً جداً أكثر من حاجته إلى قوة بشرية مقاتلة، وهو ما لا ينكره أبرز قائد ميداني للمنشقين، فمن وجهة نظره، فإن الأكراد شركاء حقيقيون في الوطن «وأتمنى أن يكونوا ضمن الفريق المنتصر».

عقبات في الطريق

غير أن نداء الجيش الحر يواجه عقبات قد تحول دون الاستجابة لها بشكل فاعل، فلا يوجد ضباط كبار من الأكراد في الجيش النظامي، ومعظمهم جنود على علاقة غير جيدة بمفهوم الخدمة العسكرية ذاتها، ويفتقرون في الجيش إلى القائد الملهم الذي يمكن أن يتبعوه في عمليات الانشقاق، إضافة إلى عدم شعورهم بالأمان سواء كانوا في صفوف الجيش النظامي أو المنشقين. كما أن المناطق الكردية تبدو بعيدة عن المعادلة العسكرية في الثورة، يضاف إليها أن الكتائب المسلّحة التي شكلها المدنيون (العرب) بمحاذاة المناطق الكردية كانوا حتى وقت قريب من أكثر الأدوات التي استخدمها النظام ضد الأكراد طيلة عقود.

ويعلق سعدالدين على هذه المعطيات بالقول: «لا نريد من الاخوة الكرد أن يلتحقوا بالكتائب العاملة على الأرض ولا أن يتوجهوا إلى مناطق القتال..بل ان يقوموا بتشكيل كتائبهم الخاصة لحماية مناطقهم..النظام لم يعد قادراً على توسيع حملته وهو غارق على عدة جبهات وجيشه بات مفككاً وغير قادر على الحركة». ويبدو أن العقيد سعد الدين لديه رؤية متكاملة حول دور الأكراد الذي يتطلع إليه في مستقبل سوريا، وقال إنه يضمن لهم تهيئة القاعدة السياسية المناسبة لمشاركة الأكراد بعد الثورة..«نريد ضباطاً أكراداً وليس فقط سياسيين».

توسيع الثورة

ويبدو من السهل التقاط ما يريده الجيش الحر في الداخل بناء على كلام سعد الدين: توسيع قاعدة الثورة بحيث يكون الأكراد بعد سقوط النظام بعيداً عن التفاوض في جبهة الخاسرين. كما بدا أن سوريا ستكون مقبلة على حكم عسكري مباشر من الجيش الحر ليشرف على انتقال السلطة إلى المدنيين خلال مدة غير معلومة، فالقيادي العسكري قلل من شأن التصريحات السياسية التي أحبطت الأكراد وخاصة من الإخوان المسلمين المتماهين مع السياسة التركية، وقال إن «القوة ستكون للعسكريين وسنضع ملامح الدستور المقبل». وكان واضحاً أن العقيد الركن يريد الأكراد إلى جانبه حتى من دون أن يدفعوا ثمناً دموياً.

سلطة الخارج

علّق العقيد الركن قاسم سعدالدين، على بيان أصدره قائد المجلس العسكري العميد مصطفى الشيخ واتهم فيه النظام بتسليم المنطقة الكردية لحزب العمال الكردستاني، بالقول: «السياسيون والعسكريون في الخارج يتحدثون ضمن الخطوط التي تحددها لهم الدول التي تستضيفهم.. أنا في الداخل ولا سلطة لأي دولة علي».
تقرير
مراقبون

الأكثر قراءة - الأكثر مشاركة

شبكة أخبار كيكان - موقع الخبر من موقع الحدث
شارك و انضم الى صفحتنل التفاعلية على الفيس بوك
جريدة كيكان نيوز

شبكة أخبار كيكان. جميع الحقوق محفوظة. - موقع أخباري سياسي كوردي مستقل ناطق باللغة العربية