30‏/07‏/2012

رئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني : يهدد باستفتاء شعبي لإعلان تقرير المصير اذا استمرت الخلافات مع بغداد


شبكة أخبار كيكان - أبدى رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أسفه لأن البعض في بغداد لا يضمرون الخير لشعب كردستان، معتبرا قطع الحكومة الاتحادية لميزانية الاقليم "اعلان حرب"

جاء ذلك في مقابلة متلفزة مع الرئيس مسعود بارزاني مع قناة الجزيرة الفضائية الناطقة باللغة الانكليزية، وأدناه نص المقابلة:-
بخصوص التحديات التي تواجه الاقليم، قال بارزاني "بلا شك فإن قضية شعبنا تقدمت كثيرا، ولكن لا يمكنني أن انكر أننا لا نزال نواجه الكثير من التحديات، ولكن يمكنني التأكيد أن الكرد عبروا المرحلة التي كانت تهدد بقاءهم، لكن من المستحيل لنا كشعب أن نقبل بالتخلي عن كل ما حققناه".
وبخصوص الاوضاع في العراق، قال الرئيس إن "العراق يواجه بشكل العام مشاكل خطيرة، ولدينا نوعان من المشاكل؛ الاول المشاكل الرئيسية في العراق والثاني يتعلق بالمشاكل بين اقليم كردستان وبغداد، ونحن نحاول حلها كلها، وقد اخبرت القادة العراقيين بأننا على استعداد للتباحث معهم اذا كانوا على مستعدين للمجيء والتحدث معنا، نحن على اتم الاستعداد لبذل كل ما يمكن للمساعدة في حل هذه المشاكل، وإذا لم يكونوا على استعداد فإني سأعود إلى الشعب الكردي واستفتيهم فيما يجب فعله".
وبخصوص استفتاء شعب كردستان، أوضح بارزاني أن "الوضع الحالي لا يمكن السكوت عليه، ولا يُسمح لنا الاستمرار، فشعبنا لن يتحمل، كما أني متأكد أن الشعب العراقي لن يقبل بذلك، بالتأكيد في بعض الامور سأضطر للعودة إلى الشعب، ولكن ينبغي علي أولا استشارة الاحزاب والقوى في المنطقة، يجب أن استشير البرلمان فهذا ليس قرارا خاصا بي لاتخذه لوحدي، لكن بالتأكيد في اللحظة التي نشعر فيها باليأس وفقدان الامل في حل هذه المشاكل فسأعود إلى شعبي، ولكن قبل ذلك يجب علي استشارة الكتل السياسية هنا ومع البرلمان".
وبخصوص المشاكل القائمة مع رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، قال الرئيس بارزاني "لن اسمح بأي شكل من الاشكال أن تصبح المشاكل بيني وبينه شخصية، بالتأكيد لدي ثقة كبيرة برئيس الوزراء نوري المالكي بسبب العلاقة الطويلة القائمة بيننا، لكني فقدت الامل فيه نتيجة لما حصل، أحيانا أشعر بأن المالكي لو كان مكاني خلال الاجتماعات التي نُظمت هنا لكان قد دافع عن الكرد بالطريقة ذاتها التي دافعت بها عنهم، ولكنه للاسف في اول فرصة سنحت له في عام 2008 أمر بتوجيه الدبابات ضد الشعب الكردي في خانقين وحينذاك بدأت أفقد الثقة فيه".
وبخصوص شراء العراق طائرات حربية، قال بارزاني "بالنسبة لنا فإن طائرات اف 16 لا تختلف عن طائرات ميغ 19 أو ميغ 21 (التي استخدمها نظام الرئيس المباد صدام حسيين ضد الكرد في الثمانينيات) نرى أنها استخدمت ضدنا نرى دبابات واسلحة اخرى استخدمت ضد شعبنا نرى عددا كبيرا من القوات استخدمت ضد شعبنا وليس ذلك ما نخشاه، مخاوفنا هي بقاء النظرة التي تعتبر القوات والدبابات حلا للمشاكل، نحن لا نؤمن بأن ذلك سيحلها، تلك هي النظرة الخائطة والواقع المرير الذي يواجهه العراق اليوم كنتيجة لتلك النظرة للامور، ونحن لا نريد تكرار ذلك، وإذا كانت بغداد أو الحكومة الاتحادية تفكر في استخدام ذلك؛ فإن علينا العودة في الزمن للتفكير في كيفية استهداف الاف 16 لكيلا يتمكنون من الوصول الينا، ونأمل أن تكون تلك القضية لكن علينا الاستعداد وسنعمل ما بوسعنا لئلا تصل الامور إلى ذلك الحد".
وبخصوص مكونات الجيش العراقي، أوضح الرئيس قائلا "نعمل على اعادة التوازن إلى الجيش العراقي ليكون هناك جيش لكل العراقيين ويدافع عن كل انحاء العراق وشعبه، وأن لا يستخدم ضد الشعب العراقي في اي منطقة أو جزء منه، هذه ستكون استراتيجيتنا وهذه ستكون سياستنا، ونأمل النجاح، وإذا لم نكن ناجحين فبلا شك سنتبع كل ما هو متاح وبأي شكل للدفاع عن كردستان والشعب الكردي من هجمات اف 16 أو اي هجوم اخر".
وبشأن العلاقة مع تركيا، قال الرئيس بارزاني إن "اقليم كردستان أظهر أنه بإمكانه التمتع بعلاقات اقتصادية مع الجميع، وبالتأكيد هناك تطور كبير في علاقتنا مع تركيا ومع تطور علاقاتنا الاقتصادية فإن المخاوف لديهم في المجالات الاخرى ستزول، وبالنظر لوجود قوة عسكرية لاقليم كردستان فإن هذا شيء مهم جدا للشعب الكردي والمنطقة ايضا ولن نسمح بتهديد اي شخص.. الموضوع يتعلق بالدفاع عن المنطقة واهلها ويحق لنا ذلك وبإمكاننا فعله".
وحول عقود كردستان النفطية وموقف الحكومة الاتحادية منها، قال بارزاني "للاسف يبدو جليا أن البعض في بغداد لا يضمرون الخير لشعب كردستان وهم بكل بساطة معادون لاقليم كردستان، هذه ليست قضية قانونية أو دستورية فهم بكل بساطة يريدون ايقاف التقدم في اقليم كردستان وهذه قناعتنا، لا يتضمن أي من العقود التي ابرمناها مشاكل قانونية أو دستورية".
وأضاف "في عام 2007 كان من المفترض أن تتم مناقشة مشروع قانون النفط والغاز في مجلس النواب العراقي وقالوا حينها إن القانون إذا لم يُشرع في ايار من العام ذاته فإن بإمكان الجانبين (الحكومة الاتحادية وحكومة الاقليم) ابرام العقود النفطية، هم كانوا وراء عدم تشريع القانون، والسؤال هنا لماذا سمحوا بأن تمضي مدة طويلة دون مناقشته في البرلمان".
وأكد أن "عقودنا لا يوجد فيها أي مخالفة دستورية أو قانونية، كلها مطابقة للدستور ونحن على استعداد للجلوس والتحاور معهم، وعلى اي حال في اللحظة التي نكتشف فيها أي مخالفة للدستور أو القانون في أي منطقة فسنكون سعداء للاعتراف بذلك، لكن ما نراه حاليا هو العداء تجاه شعب كردستان وهذا يستخدم كعذر، وبدل هذا العداء عليهم الاستجابة للشعب العراقي؛ فقد صرفوا 27 مليون دولار على قطاع الكهرباء هل يمكنهم أن يشرحوا للشعب العراقي ماذا حصل لذلك المبلغ من المال؟، عليهم بذل جهودهم في توفير الخدمات للشعب العراقي".
وبشأن ميزانية اقليم كردستان التي تهدد الحكومة الاتحادية في قطعها، قال بارزاني "قطع الميزانية عن الاقليم من بغداد سيعتبر اعلان حرب وسنستجيب لاي ظرف يلي ذلك، هناك الكثير من الخيارات وليس استخدام الاسلحة هو الخيار الوحيد ولكن هذا الوضع لا يمكن ان يستمر.. نحن لا نتحدث هنا عن العراق القديم بل عن العراق الجديد الذي يجب ان يُدار بالشراكة الحقيقية لا يمكن أن تقوم جهة أو مجموعة واحدة بقيادة البلاد وهذا بالتحديد ماهية المشكلة هنا في العراق اليوم، المسألة متعلقة بقيام شخص واحد بإدارة عدة أدوار مركزية، ولا اعتقد أن العراقيين يقبلون بذلك لا الشيعة ولا السنة، والمشكلة إن قادت مجموعة منفردة العراق فإنها ستأخذه نحو مستقبل مجهول".
وبخصوص لغة الاقليم واللغة العربية فيه، أوضح الرئيس قائلا "اللغة العربية هي الرسمية في البلاد وهي تُدرس في مدارس الاقليم استمرارا لنهج الثلاثين عاما الماضية، ولكن نريد من الكل تقبل فكرة أن في العراق قوميتين اساسيتين هي العرب والكرد، وقد تم تقرير ذلك، ونحن نريد أن يتم تمييزنا وتقبلنا، وحينذاك لن تكون هناك مشكلة".
وبخصوص ما تعرض له الشعب الكردي إبان النظام السابق، قال بارزاني إن "جرح استهداف النظام لشعبنا عميق ولن ننسى ذلك، وأنا فخور جدا بكوني فرد من الشعب الكردي لأن شعبنا عانى من الالم وهم لايفكرون في الانتقام أو الثأر بعد كل المآسي التي حدثت لهم، وسواء كان رجلا ام امرأة أم طفلا صبيا أم فتاة فلدي هذا الشعور العميق بأن هم كانوا اخي أو ابني أو امي او اختي، إنه شعور غريب لم اشعر به من قبل وهو يمسني كثيرا".
وبشأن تدريب كرد سوريا في الاقليم، قال بارزاني "هم اخوتنا ولديهم حق علينا، وضع القضية السورية مختلف عن باقي المنطقة، فهم حُرموا من ابسط الحقوق، لم يكونوا حاصلين على الهوية وكانوا يعتبرون كلاجئين أو دخلاء، لذا فإن تدريبهم ليس من اجل القتال بل لجعلهم مستعدين لتأدية دورهم حينما يستدعي الامر ذلك، وللتأكيد على عدم انتهاك حقوق الكرد السوريين، بالتأكيد نريد أن نلاحظ تغييرا في القضية الكردية في سوريا لكن هذا الامر منوط بهم، إنه دورهم ونحن نؤمن بأنهم يمكنهم لعب دور ايجابي، وقد لعبوا دورا ايجابيا في بناء سوريا الجديدة التي ستكون بلدا ديمقراطيا، إن ذلك حقهم وحق كل الشعب السوري لرؤية مستقبل افضل، ويحق للشعب الكردي التمتع بذلك الحق في سوريا".
وبخصوص إستضافة مؤتمر لكرد سوريا في مدينة اربيل مؤخرا، قال الرئيس "الهدف من المؤتمر هو أن يكون للكرد موقف موحد يعبر عن السلام، والسلام من اجل الوجود، وكذك لحل المشاكل بطريقة ديمقراطية".
وبشأن حلفاء الشعب الكردي، أوضح الرئيس بارزاني قائلا "نؤمن بللّه وبالشعب، ولولا ذلك لما تمكننا من تحقيق التغيير" في اقليم كردستان.
وبشأن سؤال القناة حول الحرب الاهلية في تسعينيات القرن الماضي في الاقليم وما إذا كان الرئيس مسعود بارزاني نادما على شيء بعدما طلب مساعدة النظام العراقي السابق لطرد تلك القوى من اربيل فيما طلب الطرف المقابل مساعدة ايران، قال الرئيس "رأسي مرفوع لأن تسلمي رئاسة اقليم كردستان كان سببا في إنهاء ذلك الصراع الداخلي في كردستان، وذلك لن يتكرر".
وزاد "نحن نبذل كل ما في وسعنا لازالة آثار ذلك الصراع، وأنا فخور ومطمئن بأنه لن يتكرر، كان شيئا مؤسفا ولم نرغب في حدوثه، في الحقيقة لسنا وحدنا من عانى منه، فقد عانى آخرون ايضا، تلك كانت مرحلة وعبرناها وهي محط أسف وأسى، ونأمل أن نكون قد تركناها ولن نفسح المجال لتكرارها ابدا، ولا اعارض إذا أراد شعب كردستان التحقق في الموضوع وكيف بدأ ولماذا وكيف".
وحول انتخابات مجالس محافظات الاقليم، قال بارزاني "كنت معارضا لتأجيل انتخابات مجالس محافظات كردستان، وفي الحقيقة فإن البرلمان ومفوضية الانتخابات اخبرونا بأنه بسبب قضايا تقنية لا يمكن اجراؤها وبأنه يجب تأجيلها، وانا قبلت بذلك رغم معارضتي للتأجيل وتأييدي لاجراء الانتخابات" في موعدها.
وبخصوص التفاوت بين الجيلين القديم والحالي في اقليم كردستان، قال الرئيس "بالطبع يحق للشعب التعبير عن مايؤمنون به، وكل شخص حر مهما كان موقفه، ولكن لننظر إلى النتائج وإلى الاستقرار في الاقليم، الجيل الجديد والجيل القديم وأي من يعارض اقليم كردستان، شعبنا يعيش بحرية وبأمان وبسعادة وبلا أعمال عنف كما في بقية أنحاء العراق وكل هذا لم يأت بدون جهود، هذه الشعوب يجب أن تكون ممتنة لما حققه البعض وكل بنجاح".
وتابع قائلا "يجب أن يُقدر هؤلاء الناس (الجيل القديم) لانجازاتهم، وبالطبع فإن اي تغيير في الاقليم قد يحدث، لكننا نعمل مع حكومة الاقليم لبناء دولة مؤسساتية تدير هذا الاقليم، وهنا اطالب الشعب بالنظر الى النتائج وما تم تحقيقه والامن والاستقرار في الاقليم وأن لا يقوموا بإلقاء الكلمات هنا وهناك".
واختتم رئيس اقليم كردستان العراق كلامه قائلا "ضميري مرتاح بأني فعلت كل ما بوسعي من اجل مصلحة الشعب.. منذ طفولتي بذلك كل شيء لتحرير ارضنا"

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شارك معنا برأيك

تقرير
مراقبون

الأكثر قراءة - الأكثر مشاركة

شبكة أخبار كيكان - موقع الخبر من موقع الحدث
شارك و انضم الى صفحتنل التفاعلية على الفيس بوك
جريدة كيكان نيوز

شبكة أخبار كيكان. جميع الحقوق محفوظة. - موقع أخباري سياسي كوردي مستقل ناطق باللغة العربية